الاسناد جماعة وفيه أيضا هشام فلا أدري من أين البيهقي ان أبا أسامة هو المتعين لكونه شك فيه * ثم الأظهر ان الشك ليس براجع إلى قوله دعى الصلاة الأيام التي كنت تحيضين فيها بل هو راجع إلى قوله ثم اغتسلي لقربه وظاهر كلام البيهقي في الباب الذي يلي هذا الباب يدل على هذا وأيضا فقد تبين ذلك في رواية الحميدي عن ابن عيينة فان فيها فاغتسلي وصلى أو قال غسلي عنك الدم كما سيذكره البيهقي في الباب الذي بعد هذا قال (وانا أظن أن الحديث على لفظ أبي أسامة على اللفظ الذي رواه الجماعة في اقبال الحيض وادباره) ثم أسند (عن ابن كرامة عن أبي أسامة) فذكره بسنده وفيه (فإذا أقبلت الحيضة فدعى الصلاة وإذا أدبرت فاغتسلي وصلى) * ثم قال (هذا أولى أن يكون محفوظا لموافقته رواية الجماعة الا أنه قال فاغتسلي وقد قاله أيضا ابن عيينة بالشك) * قلت * بل الحديث على اللفظ الأول لأنه رواه مع أبي أسامة جماعة رواه عنهم اثنان فرواه ابن كرامة عن بعضهم ورواه هارون بن عبد الله عن بعضهم فكان ما رواه ابن كرامة عن أبي أسامة وغير مع متابعة هارون لابن كرامة أولى مما رواه ابن كرامة وحده عن أبي أسامة وحده وليست هذه الرواية مخالفة لرواية الجماعة كما قررناه وقد قدمنا ما على قوله وقد قاله أيضا ابن عيينة بالشك * ثم ذكر حديث (دم الحيض اسود) وذكر الاضطراب في اسناده * قلت في العلل لابن أبي حاتم سألت أبى عنه فقال منكر وقال ابن القطان هو في رأيي منقطع * ثم ذكر حديثا (عن عبد الملك عن العلاء عن مكحول عن أبي أمامة ثم أسند (عن الدارقطني قال العلاء هو ابن كثير ضعيف الحديث) * قلت * لم ينسب العلاء في هذه الرواية وقول الدارقطني هو ابن كثير يعارضه ان الطبراني روى هذا الحديث وفيه العلاء بن الحارث وقال ابن أبي حاتم سألت أبى عن العلاء بن الحارث فقال ثقة لا اعلم أحدا من أصحاب مكحول أوثق منه قال وحدثني أبي سمعت دحيما وذكر العلاء بن الحارث فقدمه وعظم شانه وقال روى الأوزاعي عنه ثلاثة أحاديث وروى له مسلم في صحيحه *
(٣٢٦)