وإذا أطلق الصيد من يده ولم يقصد الاعراض عن ملكه لم يخرج بمجرد اطلاقه عن ملكه، فلا يصح للآخرين اصطياده ولا يتملكه أحد إذا اصطاده.
[المسألة 66:] إذا اصطاد الرجل ملكة النحل وتملكها من بعض الجبال أو المواضع التي يعيش فيها النحل، كفى ذلك على الظاهر في اصطياد جماعة النحل التابعة لتلك الملكة مهما بلغت من الكثرة أو القلة، فإن جماعة النحل تتبع ملكتها في حركتها وسكونها وفي الانتقال من موضع إلى موضع وفي الدخول في الموضع الذي يعد لها والخروج منه وفي الانتشار في طلب الأزهار والنبات الذي يزودها بالرحيق وغيره، وفي بناء الخلية التي تجعلها موضعا لافراز مادة العسل وتكوينه، وفي القيام بأي عمل يقوم به النحل بحسب العادة، فتكون سيطرته على الملكة سيطرة على الجماعة كلها وعلى جميع حركاتها وأعمالها ومنافعها.
[الفصل الرابع] [في ذكاة السمك والجراد] [المسألة 67:] تحصل الذكاة في السمك بأحد وجهين.
أحدهما أن يخرج الانسان السمك من الماء وهو حي، سواء كان ما أخرجه في المرة الواحدة سمكة واحدة أم أكثر، وسواء أخرجه بيده أم بإناء أم بآلة كالشص والفالة والشباك وهي كثيرة الأنواع، والقرقور، والحظيرة تصنع من جريد النخل أو من الحديد وشبهه وتبنى في الشواطي أو في الأسياف أو في الجزر التي يغمرها وينحسر عنها الماء فيحتجز فيها السمك عند ارتفاع الماء، وينضب عنه الماء بسبب الجزر فيخرج السمك بسببها من الماء وهو حي وكالشباك الحديثة تلقى في البحر بتوسط الآلات الكهربائية ونحوها فإذا استولت على السمك سحبت إلى السفينة أو إلى الباخرة، وأخرج ما فيها من السمك، فإذا كان السمك لا يزال حيا عند اخراجه فهو ذكي.