نصب فيه رسول الله ع عليا أمير المؤمنين ع إماما للأنام، وفي هذا اليوم بعينه قتل عثمان بن عفان وبايع الناس - المهاجرون والأنصار عليا ع طائعين مختارين ما خلا أربعة أنفس منهم، عبد الله بن عمر ومحمد بن مسلمة وسعد بن أبي وقاص وأسامة بن زيد، وفي هذا اليوم فلج موسى بن عمران ع على السحرة وأخزى الله عز وجل فرعون وجنوده، وفيه نجى الله تعالى إبراهيم ع من النار، وفيه نصب موسى وصيه يوشع بن نون ونطق بفضله على رؤوس الأشهاد، وفيه أظهر عيسى وصيه شمعون الصفا، وفيه أشهد سليمان بن داود سائر رعيته على استخلاف آصف وصيه، فهو يوم عظيم كثير البركات.
وفي الرابع والعشرين من ذي الحجة بأهل رسول الله ص بأمير المؤمنين والحسن والحسين وفاطمة ع نصارى نجران وفيه تصدق أمير المؤمنين عليه السلام بخاتمه، وفي اليوم الخامس والعشرين من هذا الشهر نزلت في أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين ع هل أتى، وفي اليوم السادس والعشرين منه سنة ثلاث وعشرين من الهجرة طعن عمر بن الخطاب، وفي التاسع والعشرين منه قبض عمر بن الخطاب، فينبغي للإنسان أن يصوم هذه الأيام فإن فيها فضلا كثيرا وثوابا جزيلا. وقد يلتبس على بعض أصحابنا يوم قبض عمر بن الخطاب فيظن أنه يوم التاسع من ربيع الأول وهذا خطأ من قائله بإجماع أهل التاريخ والسير وقد حقق ذلك شيخنا المفيد في كتابه التواريخ وذهب إلى ما قلناه.
ويستحب صيام أول يوم غرة ذي الحجة وهو يوم ولد فيه إبراهيم الخليل عليه السلام ويستحب صيام يوم عرفة إذا حقق هلال ذي الحجة فأما إذا لم يحقق وشك فيه والتبست معرفته فإن صيام عرفة والحال ما وصفناه مكروه لأن الانسان لا يأمن من قيام البينة بأنه يوم عيد، ويستحب صيام رجب بأسره فإن لم يتمكن فما تيسر منه وكذلك شعبان ويصله بشهر رمضان فهو شهر شريف وصيامه سنة من سنن الرسول ع، وفي اليوم الثاني منه سنة اثنتين من الهجرة نزل فرض صيام شهر رمضان فعلى هذا التقدير والتاريخ يكون قد صام الرسول ع ثماني رمضانات على التحقيق، وأيام البيض من كل شهر،