بعض النهار وقد كانت أكلت وشربت في صدر النهار أمسكت تأديبا وعليها القضاء.
وأما صوم السفر فإنه لا يجوز إذا كان المسافر في طاعة الله عز وجل أو المباح على ما قدمناه. والمرض فلا يصم فيه أحد إذا كان الصوم يضر به ويزيد في المرض الذي هو به، فإن صام انسان في سفر أو مرض مما وصفناه عصى ربه ووجب عليه القضاء إلا أن يكون جاهلا بذلك غير متعمد على النعت الذي شرحناه فيما سلف وبيناه.
باب صيام ثلاثة أيام في كل شهر وما جاء في ذلك من الآثار:
واعلم رحمك الله أن الله تعالى أكمل صيام الفرض بالتطوع كما أكمل صلاة الفرض بالتطوع وذلك أنه روي عن النبي ص أنه قال: عرضت على أعمال أمتي فوجدت في أكثرها خللا ونقصانا فجعلت مع كل فريضة مثلها نافلة ليكون من أتى بذلك قد حصلت له الفريضة لأن الله تعالى يستحي أن يعمل له العبد عملا فلا يقبل منه الثلث، ففرض الله تعالى الصلاة في كل يوم وليلة سبع عشرة ركعة وسن رسول الله صلى الله عليه وآله أربعا وثلاثين ركعة وقد تقدم شرح ذلك.
وفرض الله تعالى صيام شهر رمضان في كل سنة وسن رسول الله صلى الله عليه وآله صيام ستين يوما في السنة ليكمل فرض الصوم فجعل في كل شهر ثلاثة أيام خميسا، في العشر الأول منه وهو أول خميس في العشر، وأربعا في العشر الأوسط منه وهو أقرب إلى النصف من الشهر وربما كان النصف بعينه، وآخر خميس في الشهر.
وقال عليه السلام: صوم ثلاثة أيام في كل شهر تعدل صوم الدهر ويذهب بوجر الصدور، وسئل الصادق عليه السلام عن تأويل هذا القول وكيف صار صوم ثلاثة أيام في كل شهر يعدل صوم الدهر؟ فقال عليه السلام: لأنه كلما صام يوما كتب الله له صوم عشرة أيام فإذا صام في كل شهر ثلاثة أيام على ما رتبناه كتب الله له صيام الشهر كله قال الله عز وجل: من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها، وسن رسول الله صلى الله عليه وآله صوم شعبان وصلته بشهر رمضان.
وقال الصادق ع: صوم شعبان وصلته بشهر رمضان والله توبة من الله،