ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون، فأوضح بهذا من بقية تفسير الاجمال فيما أنزله أولا من فرض الصيام، ودل على أن المكتوب على أهل الإيمان من الصيام الذي وصف بأنه في أيام معدودات يجب فعله في شهر رمضان على التمام بما ذكره في العدة من فرض الكمال، وحظر ما كان أباحه قبل من الإفطار للفدية مع إطاقة الصيام بإلزامه الفرض فيه للشاهد في الزمان مع السلامة من العلل والأمراض، وأكد خروج المرضى والمسافرين من فرضه في الحال بتكرار ذكرهم للبصيرة والبيان، وأبان عن علة خروجهم بما وصف من إرادته جل اسمه لهم اليسر وكراهة العسر عليهم، زيادة منه في البرهان.
باب علامة أول شهر الصيام وآخره ودليل دخول شهر الإفطار:
قال الله عز وجل: يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها واتقوا الله لعلكم تفلحون، فجعل تعالى الأهلة علامات الشهور ودلائل أزمان الفروض ومواقيت للناس في الحج والصوم وحلول آجال الديون ومحل الكفارات وفعل الواجب والمندوب إليه.
روى حماد بن عثمان عن عبيد الله بن علي الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه سئل عن الأهلة فقال: هي أهلة الشهور فإذا رأيت الهلال فصم وإذا رأيته فأفطر.
وروى عبد الله بن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال سألته عن الأهلة فقال: هي أهلة الشهور فإذا رأيت الهلال فصم وإذا رأيته فأفطر.
ابن أبي عمير عن يونس بن نوح عن أيوب بن نوح عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا رأيتم الهلال فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا وليس بالرأي ولا بالتظني.
فالهلال علامة الشهر وبه وجبت العبادة في الصيام والإفطار والحج وسائر ما يتعلق بالشهور على أهل الشرع، وربما خفي لعارض أو استتر عن أهل مصر لعلة وظهر لغير أهل ذلك المصر ولكن الفرض إنما يتعلق على العباد به إذ هو العلم دون غيره بما قدمناه من