دون اختلاف ذوات الهيوليات أو اختلاف استعداداتها فإنها مقدمه كما علمت بحسب الذات على الهيوليات واختلافها واختلاف استعداداتها انما يصحح اختلاف التشخصات وأنحاء الحصوليات لا الحقائق أنفسها.
والحق ان مفيض وجود الكل هو الواجب القيوم كما علمت مرارا على وفق علمه بالنظام الأتم الأفضل والعقول والنفوس وغيرها جهات فاعليه يتكثر بها أنواع الحقائق المحصلة والمواد والحركات والأزمنة والاستعدادات جهات قابلية يتكثر بها اشخاص تلك الحقائق وأنحاء حصولاتها واعداد تعيناتها كما ذهب إليه كافه الموحدين من العرفاء والمحققين من الحكماء هذا.
واما معنى قول المثبتين للصور ان جزء الجوهر جوهر فهو ان ما علم مجملا ببرهان أو حدس أو فطره انه جوهر فجزئه لا محاله يكون جوهرا لأنه أقدم وجودا منه فيكون أولى منه بعدم الافتقار إلى موضوع والعلم بكون الشئ جوهرا أي بصدق الجوهرية عليه لا يتوقف على العلم بكنه حقيقته وتصور اجزائه.
بل ربما يحصل ذلك بدون تصور الاجزاء تفصيلا كما أن العلم بجوهرية الجسم الطبيعي وكونه ذا ابعاد ثلثه حاصل قبل ان يعلم أن له اجزاء وانه مركب من هيولي وصوره هما جوهران أو أحدهما جوهر والاخر عرض.
فقول المعترض ان العلم بجوهرية الشئ لا يحصل الا بعد العلم بجوهرية كل جزء من اجزائه غير صحيح وكذا قوله جزء الجوهر انما يكون جوهرا إذا كان ذلك الجوهر جوهرا من جميع الوجوه لا محصل له فان جوهرية الشئ لا يكون بوجه دون وجه لان الجوهر جنس لما تحته من الأنواع المحصلة فيكون مقوما لمهيتها ومقوم الشئ لا ينفك عنه أصلا في اعتبار من الاعتبارات وحيثية من الحيثيات فالجوهر جوهر باي حيثية اخذت معه وعلى أي وجه كان.
واما تمثيله بالجسم الحار أو الأبيض فحمل الجوهر على الجسم من حيث مهيته حمل ذاتي وحمله على الحار والأبيض حمل عرضي لأنهما بالذات من افراد مقولة