نسبه الفصل.
بل أقول إن الحيوان الواحد له حد نوعي يجاب به عن مهيته ولا يتغير فيه الجواب عما هو يتبدل مثل البياض وما يجرى مجراه عنه واما المناقضة بالسيف و السرير ونحوهما فليست هي بأنواع طبيعية وكلامنا في الأنواع الطبيعية الواقعة تحت مقولة الجوهر بالذات.
نعم الحديد مهية طبيعية والخشب نوع طبيعي لكل منهما فصل ذاتي يتبدل بتبدله جواب ما هو ولا شبهه لاحد في أن نوعيه كل من النار والهواء والأرض والماء والدر والياقوت والانسان والفرس نوعيه طبيعية لكل منها علل أربع كلها بالذات لا بالعرض.
اثنتان منها مقومتا الوجود وهما الفاعل والغاية الخارجان عن عالم التعمل والتصنع واثنتان منها مقومتا المهية وهما داخلتان في ذاته تلبست إحديهما بالأخرى في الوجود من غير وضع واضع واعتبار معتبر ولها فصول ذاتية مأخوذة من أمور خاصه طبيعية فهي المسماة بالصور.
فالصور الطبيعية جواهر فإذا كان في حقائق الأجسام فصول ذاتية مختلفه هي الصور النوعية باعتبار فإذا نسب إلى هذه الأنواع شئ يجب ان يستند الآثار المختلفة المختصة بنوع نوع إلى تلك الصور نوعا من الاستناد وإن كان لكل نوع من الأجسام مدبر عقلي ذو عناية من ملائكة الله الروحانيين يقوم بكلائة هذا النوع باذن مبدع الكل وأمره جلت عظمته.
وإذا كان لها تقويم المادة وتحصيل الأجسام أنواعا فلا يكون لها مباد في المواد بل يفيدها مفيد من خارج فان الاستعدادات واللا استعدادات ليست بأمور محصله في الخارج يتقوم بها أنواع بل هي توابع لأمور محصله يتخصص بها الجسم تخصيصا أوليا وانما شانها الاعداد لأنها من جهات القوة والقبول.
ومنشأ اختلاف تلك الصور في الحقائق يرجع إلى اختلاف مباديها المفارقة