عقد وحل وربما قال قائل ان هذا الرسم غير صحيح بوجوه اما أولا فلصدقه على الهيولى الأولى لأنها جوهر يقبل الابعاد وإن كان بواسطة الصور الجسمية فان صحه فرض الابعاد بالواسطة أخص من صحه فرض الابعاد مطلقا و متى تحقق الخاص تحقق العام بالضرورة.
واما ثانيا فلان الوهم مما يصح فيه فرض الابعاد الثلاثة كذلك للمقادير الموجودة فيه والتعليميات مع أن الوهم ليس جسما طبيعيا.
واما ثالثا فلان الصحة والامكان ونظائرهما أمور عدمية وأوصاف لا ثبوت لها في العين والتعريف بالعدميات لو جاز لجاز في البسائط التي لا سبيل إلى معرفتها الا باللوازم واما الجسم فمهية مركبه لوقوعها تحت جنس الجوهر فلها فصل يتركب هي منه ومن الجنس ولتركبها من الهيولى والصورة والتركيب في الوجود يستلزم التركيب في المهية.
فيقال في الجواب اما عن الوجه الأول فلان الابعاد اعراض قائمه بالجسم لأنه موضوع لها وليس للهيولي الأولى وجود في ذاتها مستقل حتى يقبل شيئا شانه ان لا يكون عارضا لأمر الا بعد تمام تحصل ذلك الامر الذي يقبله سواء كان بواسطة أو بدون واسطه بل لا يمكن لها في ذاتها الا قبول ما يكملها ويحصلها موجودا بالفعل و تقومها مهية نوعيه خارجية.
نعم لو أريد بالواسطة الواسطة في العروض بإزاء ما هو المعروض بالذات دون الواسطة في الثبوت لكان صحيحا ان يقال إن الهيولى يقبل الابعاد بالواسطة مثل ما يقال لمن يجلس في السفينة انه متحرك بالواسطة لكن صحه هذا الاسناد الذي هو بحسب الواسطة في العروض بضرب من التجوز ليس كالاسناد الذي هو بسبب امر متوسط في الثبوت كاتصاف الماء بالسخونة بتوسط النار لان هذا اسناد بالحقيقة دون الأول واللازم في التعريفات صدقها على افراد المعرفات صدقا بالذات وعدم صدقها على غيرها كذلك