شخصي ووحده عمومية علة لوحده عددية مع أن العلة يجب ان يكون أشد تحصلا و أقوى تعينا من المعلول.
فيجاب عما ذكرت بوجهين أحدهما ما افاده الشيخ الرئيس وغيره من القدماء قدس الله أرواحهم ملخصه ان العقل لا ينقبض عن أن يكون الواحد بالعموم الذي يستحفظ وحده عمومه بواحد بالعدد علة لواحد بالعدد وهيهنا كذلك فان الواحد بالنوع مستحفظ بواحد بالعدد وهو المفارق وبالحقيقة الموجب الأصل هو ذلك المفارق الا انه انما يتم ايجابه بانضمام أحد أمور يقارنه أيها كانت لا بعينه.
وذلك لا يخرجه عن الوحدة العددية بل انما يجعل الواحد بالعدد تام التأثير من جهة حصول المناسبة بواسطته بين المفارق المحض الذي هو بالفعل من كل جهة وبين ما هو في ذاته قوة محضه.
وبالجملة لما كانت طبيعة الصور الامتدادية علة بالذات للهيولي من غير أن يدخل في سببيتها شئ من خصوصيات الافراد الا بالعرض فقد كانت العلة التامة لها مؤتلفة الذات من انضمام واحد بالعموم بواحد بالعدد ذاتا شخصية تامه التأثير باقيه الوجود والتشخص غير متكثرة بتكثر أشخاص تلك الطبيعة المرسلة إذ ليست الافراد ولا شئ منها جزء العلة فواحد بالعدد علة لما هو كذلك.
وثانيهما ما خطر ببال الراقم بعون الله وهو ان الهيولى ليست شخصا متعين الذات كما توهم حتى يحكم عليها باستحالة استنادها إلى امر عام الوجود بل انما تشخصها ضرب آخر من التشخص وتعينها نحو ناقص من التعين لان تعينها قد حصل بمطلق