طريق آخر.
ذكرها بهمنيار في التحصيل وهو انه لو قبلت الهيولى صوره لا تقبل الانقسام لكانت ضدا للصورة الجسمية وليس للجسمية ضد وان لم يقبل صوره أصلا لم يكن جوهرا قابلا بل يكون جوهرا بالفعل فان كانت في نفسه قابله للإشارة فكانت جسما وقد فرضت مجرده عن الجسمية وان لم يكن في نفسها مما إليه الإشارة لزم من المحالات ما ذكرناه.
طريق آخر لما تقرر عندهم ان مصحح القسمة الخارجية في المقدار هو المادة باستعدادها فلو فرض تجرد الهيولى عن الصورة لما صحت القسمة الخارجية في المقادير وبطلان التالي كبيان الملازمة بين فالمقدم كذلك.
تفريع قد صح واستتم من كلام الشيخ وتلميذه ان الصورة الجسمية ليست بالنسبة إلى الهيولى كالأعراض اللازمة التي تلحق الشئ بعد أن يتم له نحو من أنحاء الوجود أي وجود كان سواء كان ذلك اللازم بحيث يتحصل به للملزوم تقوم ثانوي وله وجود طبيعي آخر كجسمية الفلك وصورتها الفلكية أم لم يتحصل كالمثلث ومساواة زواياه لقائمتين فان للمثلث وجودا تاما سواء اعتبرت معه المساواة للقائمتين أم لا فاعتبار هذا اللازم وعدمه لا يؤثر في الملزوم وجودا وكمالا بخلاف الصور الطبيعية فإنها يستكمل بها المحل وينفعل عنها بكمال بعد كمال أول.
واما الجسمية بالقياس إلى ما يتقوم بها فليست من أحد هذين القسمين إذ لا وجود لمحلها مستقلا بوجه من الوجوه أصلا بل الهيولى ما شانها قوة الوجود بما هي