الخارج لكان الكلام عائدا إلى ما هو بمنزله القابل ولأدى ذلك إلى التسلسل في وجود القوابل المترتبة المجتمعة الغير المتناهية فلا محاله يجب الانتهاء إلى قابل يكون الجهتان فيه عقليتين من غير تكثر في الواقع الا بمجرد الذهن.
والثاني بانا نقول إن نسبه الهيولى إلى الجوهرية والاستعداد ليست كنسبة المركب الطبيعي إلى المادة والصورة بل كنسبة النوع البسيط إلى ما هما بمنزله الجنس والفصل وقد مر مثل الكلام في مباحث المادة والصورة في المرحلة التي تذكر فيها أحوال المهية فليذكر فإذا الهيولى نوع بسيط جنسه الجوهر وفصله انه مستعد لأي شئ مخصوص والا لكان مركبا من القابلية ومن الخصوصية التي بها قابل.
اللهم ان لا يكون منشأ تلك الخصوصية امر وارد عليها من الصور اللاحقة أو يكون من الجهات الناشية عما هو ارفع من المادة والصورة جميعا كالانتساب إلى جهة فاعليه مخصوصة فان التحقيق ان الاختلاف بين جواهر الهيوليات الفلكية و تشخصاتها وكذا الاختلاف بينها وبين هيولي العناصر وتعينها يرجع إلى الاختلاف بين مباديها القريبة الفعلية المنتظم تشخص كل من تلك المبادئ ووحدته الجمعية من وحده شخصية للمفارق القدسي المقيم لواحدة منها شخصية ووحده نوعيه للصورة الطبيعية التي يقام وجود الهيولى بها من ذلك المقيم اما بورود شخص من تلك الطبيعة دائما عليها ان قبلت الدوام الشخصي أيضا بورود أمثالها ان لم يقبل كما في العناصر على ما سيجئ تفصيله وتوضيحه في بحث التلازم.
فالحاصل ان الهيولى الأولى للجسم الطبيعي في ذاتها هي بما هي بالقوة يكون بالفعل وبما هي بالفعل يكون بالقوة لكل شئ أو لأشياء مخصوصة على الوجهين المذكورين ثم لا يبعد لاحد ان يقول إن القابلية والاستعداد والامكان ليست أمورا جوهرية لأنها حال الشئ بالمقايسة إلى الخارجيات إذ لاستعداد انما يكون استعداد شئ لشئ آخر له في نفسه حقيقة وتحصل فينبغي ان يتحصل ذلك الشئ بحسب حقيقة نفسه ثم يلحقه هذه الإضافة.
نعم لا مانع من دخول الإضافات في مفهومات أسامي الأشياء لا في حدودها الجوهرية