رسالة في التحسين والتقبيح - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ١٢١
ويكمن محل النزاع في المسألة الأولى، وهو أن حسن الأفعال وقبحها عند العقل - مع قطع النظر عن حيازتها للمصلحة أو المفسدة - يلازم كونها كذلك عند الشرع، فما هو حسن عند العقل، حسن عند الشرع، وهكذا القبيح، وما يأمر به العقل لأجل حسنه أو ينهى عنه لأجل قبحه، كذلك عند الشرع أيضا.
وأما المسألة الثانية فهي خارجة عن محط البحث، لأن العقل عاجز عن أن يحيط بالمصالح والمفاسد حتى يصبح من مصادر التشريع بهذا المعنى.
ومن هنا يعلم أن الباحث عن الملازمة إنما يبحث بالمعنى الأول، وهو أن الحسن عند العقل هل يستلزم كونه كذلك عند الشرع، وأما أن الفعل ذات المصلحة أو المفسدة، طريق إلى الحكم الشرعي، فهذا مما لا يمكن الاعتماد عليه، لقصور العقل عن الإحاطة بالملاكات بالمعنى المتقدم، فربما يدرك المصلحة ويغفل عن موانعها، أو يقف على المفسدة ويغفل عن موانعها، فإدراك العقل بالمصالح والمفاسد، لا يكون دليلا على أنها ملاكات تامة لتشريع الحكم على وفقها.
فلو قلنا بأن العقل من مصادر التشريع فإنما هو بالمعنى الأول، لأن المدرك أمر عام غير خاص بمدرك معين، وهو حسن الفعل بما هو، وقبحه كذلك إذا صدرا من فاعل مختار.
وبذلك يعلم أن القول بالملازمة لا يمت بصلة إلى القول بفتح الذرائع أو القياس والاستحسان، فإن ذلك التوهم إنما يصح لو فسرت الملازمة بالمعنى الثاني لا بالمعنى الأول.
وقد صرح بعض المحققين من علمائنا بما ذكرنا، ولنذكر هنا كلام المحقق الأصفهاني في تعليقته على الكفاية: " أما استتباع حكم العقل النظري للحكم
(١٢١)
مفاتيح البحث: الأحكام الشرعية (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مدخل 3
2 الفصل الأول الجذور التاريخية للقاعدة 6
3 مكانة القاعدة في الكلام الإسلامي 7
4 الفصل الثاني الآراء والنظريات المطروحة 11
5 1 - التحسين والتقبيح ذاتيان 11
6 2 - التحسين والتقبيح اقتضائيان 12
7 3 - التحسين والتقبيح في إطار المصالح والمفاسد 12
8 4 - التحسين والتقبيح حسب نية الفاعل 13
9 5 - التفصيل بين التحسين والتقبيح 13
10 الفصل الثالث تفسير ذاتية التحسين والتقبيح 14
11 الذاتي في باب الإيساغوجي 14
12 الذاتي في باب البرهان 16
13 كلام للمحقق الأصفهاني 18
14 الفصل الرابع حدود الإدراك العقلي 21
15 نظرية المحقق الطوسي 22
16 نظرية المحقق الخراساني 23
17 الفصل الخامس ملاكات التحسين والتقبيح 27
18 1 - موافقة الطبع 27
19 2 - موافقة الأغراض والمصالح 28
20 3 - موافقة الكمال النفسي 30
21 4 - موافقة العادات والتقاليد 30
22 الفصل السادس العقل العملي من مقولة الإدراك 33
23 العقل العملي مبدأ العمل والحركة 35
24 الفصل السابع التحسين والتقبيح العقليين من اليقينيات 38
25 هل القضايا التي يحكم بها العقل العملي حكما باتا من القضايا اليقينية أو المشهورة؟ 38
26 أقسام القياس 38
27 كلمات علماء الإسلام حول المسألة 40
28 حصيلة النزاع بين الفريقين 44
29 الفصل الثامن القضايا البديهية في الحكمة العملية 46
30 في تقسيم الحكمة العملية إلى بديهية ونظرية 46
31 الفصل التاسع أدلة القائلين بالتحسين والتقبيح العقليين 48
32 1 - بداهة العقل 48
33 2 - انتفاؤهما مطلقا لو ثبتا شرعا 51
34 3 - إنكارهما مساوق لامتناع إثبات الشرائع السماوية 54
35 الحسن والقبح في الذكر الحكيم 58
36 الفصل العاشر أدلة المنكرين للتحسين والتقبيح العقليين 61
37 1 - لو كانا بديهيين لما اختلف فيه اثنان 63
38 2 - الكذب النافع ليس بقبيح 65
39 3 - إذا وعد بالكذب 68
40 4 - التحسين والتقبيح العقليين فرض تكليف على الله سبحانه 69
41 5 - التحسين والتقبيح لا يجتمعان مع الجبر 71
42 الدوافع من وراء إنكار التحسين والتقبيح العقليين 75
43 6 - جواز التكليف بما لا يطاق شرعا 76
44 7 - تصور الصدق لا يلازم تصور الحسن 77
45 8 - الاستدلال بالدليل النقلي 78
46 9 - كلام للآمدي حول التحسين والتقبيح العقليين 79
47 الفصل الحادي عشر النتائج المترتبة على مسألة التحسين والتقبيح العقليين 86
48 1 - معرفة الله عقلا 86
49 2 - وصف الله بالعدل والحكمة 87
50 دليل العدلية على نفي صدور القبيح من الواجب 89
51 3 - لزوم اللطف على الله 91
52 4 - بعثة الأنبياء 92
53 5 - حسن التكليف 93
54 6 - لزوم تزويد الأنبياء بالبينات والمعاجز 93
55 7 - لزوم النظر في برهان مدعي النبوة 94
56 8 - العلم بصدق دعوى الأنبياء 94
57 9 - الخاتمية واستمرار أحكام الإسلام 94
58 10 - الله عادل لا يجور 95
59 11 - ثبات الأخلاق 95
60 الفصل الثاني عشر القيم الخالدة قانون التغير والحركة 99
61 سر ثبات الحسن والقبح العقليين 101
62 القيم الثابتة وشمولية التكامل 103
63 نقد النظرية 104
64 الفصل الثالث عشر العلاقة بين الرؤية الكونية والآيديولوجية 106
65 انبثاق الحكمة العملية من الحكمة النظرية 108
66 انفصام الصلة بين الحكمتين 111
67 ألا يكون بين الحكمتين أي تصادم 112
68 وجود الصلة بين الحكمتين على نحو المقتضي 113
69 سؤال وإجابة 115
70 الفصل الرابع عشر ثبوت الملازمة بين حكم العقل وحكم الشرع 120
71 هل يكون حكم العقل مصدرا لحمكم الشرع؟ 120
72 إذا استقل العقل بالتحسين والتقبيح فهل يستقل بأن الأمر كذلك عند الشرع؟ 120
73 إذا استقل العقل بوجود المصلحة في الفعل أو المفسدة فيه فهل يكشف ذلك عن كونه حراما؟ 120
74 المنهج الوسيط: 122
75 الفصل الخامس عشر أدلة نفاة الملازمة 127
76 دليل الزركشي على نفي الملازمة 127
77 دليل صاحب الوافية على نفي الملازمة 129
78 دليل السيد الصدر على نفي التسمية 131
79 دليل صاحب الفصول على نفي الملازمة 132
80 دليل المحقق الخراساني على نفي الملازمة 137
81 رسالة في فلسفة الأخلاق مقدمة 143
82 تعريف علم الأخلاق 143
83 ما هي فلسفة الأخلاق؟ 143
84 المذاهب الأخلاقية 145
85 1 - المذهب الأخلاقي في الإسلام، وفيه مقامان: 146
86 المقام الأول: في بيان المقولة التي تندرج تحتها الأخلاق، وفيه أمور 146
87 أ - الأخلاق سلوك نابع من ذات الإنسان 146
88 ب - أنواع قضايا الحكمة العملية 147
89 ج - حسن الفعل وقبحه عند العقل 147
90 المقام الثاني: سمات المذهب الأخلاقي في الإسلام 149
91 الإنسان مركب من جسم وروح 150
92 الإنسان موجود مختار 153
93 تعديل الغرائز 154
94 ما هو ملاك القيم الأخلاقية؟ وفيه أمران: 155
95 1 - معرفة الميول الباطنية في الإنسان 155
96 2 - السير على هدي الوحي 156
97 العمل الصالح المقرون بنية خالصة 156
98 القيم الأخلاقية والحرص على إجرائها 161
99 2 - مذهب الجمال 163
100 نظرية الأخلاق عند أفلاطون 163
101 3 - مذهب الاعتدال 166
102 نظرية الأخلاق عند أرسطو 166
103 4 - مذهب اللذة 169
104 1 - مذهب اللذة الشخصية 169
105 2 - مذهب اللذة الشخصية المحددة 172
106 3 - مذهب المنفعة 175
107 نقد وتحليل 176
108 4 - مذهب العاطفة 178
109 نقد وتحليل 179
110 5 - مذهب القانون 180
111 تقييم النظرية 182
112 5 - المذهب الكلبي 185
113 دعاة هذا المذهب 187
114 6 - مذهب الحس الأخلاقي 187
115 نظرية كنت الأخلاقية 187
116 نقد وتحليل 189
117 7 - مذاهب القوة 190
118 الإنسان الكامل في منهج نيتشه 190