وغشيت به صدوركم فكنتم أخبث شئ سنخا للناصب وأكلة للغاصب، ألا لعنة الله على الناكثين الذين ينقضون الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا فأنتم والله هم، ألا ان الدعي بن الدعي قد ركز بين اثنتين بين القتلة والذلة وهيهات منا أخذ الدنية أبى الله ذلك ورسوله وجدود طابت وحجور طهرت وأنوف حمية ونفوس أبية لا تؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام ألا إني قد أعذرت وأنذرت ألا إني زاحف بهذه الأسرة على قلة العتاد وخذلة الأصحاب ثم أنشد:
فإن تهزم فهزامون قدما * وإن نهزم فغير مهزمينا وما إن طبنا جبن ولكن * منايانا ودولة آخرينا أما إنه لا تلبثون بعدها إلا كريث ما يركب الفرس حتى تدور بكم دور الرحى عهد عهده إلي أبي عن جدي، فأجمعوا أمركم وشركائكم فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم اللهم احبس عنهم قطر السماء وابعث عليهم سنين كسني يوسف وسلط عليهم غلام ثقيف يسقيهم كأسا مصيرة فلا يدع فيهم أحدا قتلة بقتلة وضربة بضربة ينتقم لي ولأوليائي وأهل بيتي وأشياعي منهم فإنهم غرونا وكذبونا وخذلونا وأنت ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير.
رواه العلامة الخوارزمي في (مقتل الحسين) (ج 2 ص 6 ط الغري).
بإسناده عن السيد أبي طالب قال: أخبرني أبي، أخبرني حمزة بن القاسم العلوي حدثني بكر بن عبد الله بن حبيب، حدثني تميم بن بهلول الضبي أبو محمد، أخبرني عبد الله ابن الحسين بن تميم، حدثني محمد بن زكريا حدثني عبد الرحمان بن القاسم التيمي، حدثني عبد الله محمد بن سليمان بن عبد الله بن الحسن بن الحسن عن أبيه عن جده عن عبد الله ابن الحسن قال: لما عبأ عمر بن سعد أصحابه لمحاربة الحسين عليه السلام ورتبهم في مراتبهم وأقام الرايات في مواضعها وعبأ الحسين أصحابه في الميمنة والميسرة فأحاطوا بالحسين