نور الأفهام في علم الكلام - السيد حسن الحسيني اللواساني - ج ١ - الصفحة ١٩٤
واسع وكن ممن سعى ما وسعا * فليس للإنسان إلا ما سعى وحاسب النفس لميز ما اجتنت * عما جنت تطلب عفو ما جنت ونجها من ورطة الشواغل * وصفها من كدر الرذائل تصفية تستتبع النضارة * تحبس فيها نفسك الأمارة وأحيها بالموت فالممات * للحي باختياره حياة
____________________
نارك، ولا طمعا في جنتك، بل وجدتك أهلا للعبادة فعبدتك " (١).
«واسع» مجتهدا في العمل «وكن ممن سعى» فيه بقدر «ما وسعا» وقته وطاقته «فليس للإنسان» من النتيجة في الدنيا والآخرة «إلا» بقدر «ما سعى» كما قال تعالى: ﴿وأن ليس للإنسان إلا ما سعى﴾ (2).
«وحاسب النفس» وكن مراقبا لها «لميز ما اجتنت» ومعرفة ما اقتطفت من ثمار الطاعة «عما جنت» من جنايات المعصية، حتى «تطلب عفو» ربك عن كل «ما جنت» نفسك من صغائر الذنوب وكبائرها.
«ونجها» بتلك المحاسبة «من ورطة الشواغل» والورطة هي الهوة العميقة، ثم أستعيرت لكل بلية توجب الهلاك.
وإضافتها إلى الشواغل من باب إضافة الصفة إلى الموصوف.
والمراد في المقام الشواغل الملهية عن المحاسبة؛ فإنها توجب الهلاك الأبدي.
«وصفها» بالمحاسبة «من كدر الرذائل» وأوساخ الصفات الخسيسة «تصفية» جيدة «تستتبع النضارة» والبهجة المنورة للقلب، حتى «تحبس فيها» أي: تمنع بها «نفسك الأمارة» عن الاقتحام في المهالك.
«وأحيها» حياة أبدية «بالموت» أي: بإماتة الشهوات البهيمة، كما في الحديث: " موتوا قبل أن تموتوا " (3).

(١) عوالي اللآلئ ١: ٢٠، و ٢: ١١.
(٢) النجم: ٣٩.
(3) شرح كلمات أمير المؤمنين لكمال الدين البحراني: 6، تحقيق ونشر مير جلال الدين الأرموي المحدث.
(١٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 189 190 191 192 193 194 195 196 199 200 201 ... » »»
الفهرست