____________________
فمن الله) (١) فإنها نعم نازلة منه تعالى إما تفضلا وإحسانا، وإما مكافأة وجزاء وإما افتتانا وامتحانا، وأنها لا موجد لها ولا منزل لشيء منها إلا هو جل وعلا.
وثانيهما: ما يصدر من العبد من عباداته وأفعاله الحسنة التي تكلف بها ويثاب عليها، فإن صدورها وإيجادها لا يكون إلا من العبد، خلافا لأهل الجبر على ما ستعرفه في باب العدل إن شاء الله تعالى.
ويشهد لذلك مضافا إلى ما ستسمعه من أدلة العقل والوجدان على ذلك قوله تعالى: ﴿من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها﴾ (٢). ﴿من جاء بالحسنة فله خير منها﴾ (3).
ولكن حيث إن إيصال الأجر والثواب إلى العامل لا يكون إلا منه سبحانه، صح بذلك نسبة الحسنة إليه بقوله تعالى: (ما أصابك من حسنة فمن الله) (4) بحذف المضاف، أي جزاء الحسنة التي أتى بها العبد.
أو بإرادة نفس الثواب والأجر من الحسنة أي ما أصابك من الأجر الأخروي فهو من الله.
أو أن المراد كون الإعانة على فعل الطاعة والحسنة الصادرة من العبد، وكذا توفيقه لذلك بجمع المعدات وتهيئة الوسائل له كله من الله تعالى على ما أشرنا إليه سابقا كما في الحديث المروي في الكافي وتفسير العياشي، عن الرضا (عليه السلام) أن الله تعالى قال: " يا ابن آدم بمشيئتي كنت، وبقوتي أديت فرائضي، وبنعمتي جعلتك سميعا بصيرا قويا، ما أصابك من حسنة فمن الله، وما أصابك من سيئة فمن نفسك، وذاك أني أولى بحسناتك منك، وأنت أولى بسيئاتك مني " (5) إلى آخره.
ثم إذ قد تم ذلك في الحسنات، فكذلك الأمر في السيئات، وهي أيضا على وجهين: فإنها تارة تطلق ويراد بها ما يصيب العباد قهرا عليهم وتكرهه في الغالب
وثانيهما: ما يصدر من العبد من عباداته وأفعاله الحسنة التي تكلف بها ويثاب عليها، فإن صدورها وإيجادها لا يكون إلا من العبد، خلافا لأهل الجبر على ما ستعرفه في باب العدل إن شاء الله تعالى.
ويشهد لذلك مضافا إلى ما ستسمعه من أدلة العقل والوجدان على ذلك قوله تعالى: ﴿من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها﴾ (٢). ﴿من جاء بالحسنة فله خير منها﴾ (3).
ولكن حيث إن إيصال الأجر والثواب إلى العامل لا يكون إلا منه سبحانه، صح بذلك نسبة الحسنة إليه بقوله تعالى: (ما أصابك من حسنة فمن الله) (4) بحذف المضاف، أي جزاء الحسنة التي أتى بها العبد.
أو بإرادة نفس الثواب والأجر من الحسنة أي ما أصابك من الأجر الأخروي فهو من الله.
أو أن المراد كون الإعانة على فعل الطاعة والحسنة الصادرة من العبد، وكذا توفيقه لذلك بجمع المعدات وتهيئة الوسائل له كله من الله تعالى على ما أشرنا إليه سابقا كما في الحديث المروي في الكافي وتفسير العياشي، عن الرضا (عليه السلام) أن الله تعالى قال: " يا ابن آدم بمشيئتي كنت، وبقوتي أديت فرائضي، وبنعمتي جعلتك سميعا بصيرا قويا، ما أصابك من حسنة فمن الله، وما أصابك من سيئة فمن نفسك، وذاك أني أولى بحسناتك منك، وأنت أولى بسيئاتك مني " (5) إلى آخره.
ثم إذ قد تم ذلك في الحسنات، فكذلك الأمر في السيئات، وهي أيضا على وجهين: فإنها تارة تطلق ويراد بها ما يصيب العباد قهرا عليهم وتكرهه في الغالب