بناء المقالة الفاطمية - السيد ابن طاووس - الصفحة ٢٩٤
وإذا عرفت هذا فنقول: أما حديث الغدير وقول النبي - صلى الله عليه وآله - [في شأن علي] (1): " من كنت مولاه " إلى آخره فإن الشيخ الحافظ المعظم، ربع المنتسبين إلى السنة، أحمد بن حنبل روى بإسناده الذي لا أعرف فيه رافضيا (2) كما يقول في قصة الغدير وفي سياقه: يقول البراء بن عازب عن النبي - صلى الله عليه وآله -: وأخذ بيد علي، فقال: ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين (3) من أنفسهم؟ قالوا: بلى، قال: ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى، فأخذ (4) بيد علي فقال: اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، فلقيه عمر بعد ذلك فقال: هنيئا لك يا بن أبي طالب، أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة (5).
وبإسناده الذي لا أعرف فيه رافضيا (6) - كما زعم - مرفوعا إلى زيد بن أرقم: وقال في السياق: فقال النبي: أو لستم تعلمون، أو لستم تشهدون أني

(١) ما بين المعقوفتين لا يوجد في: ن.
(٢) من سند أحمد بن حنبل، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة، قال: حدثنا علي بن زيد، عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم في سفر، فنزلنا بغدير خم، فنودي فينا، الصلاة جامعة، وكسح لرسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم تحت شجرتين، فصلى الظهر وأخذ بيد علي (عليه السلام)... الحديث.
(٣) ق و ج: ولي المؤمنين.
(٤) ن: وأخذ.
(٥) مسند أحمد بن حنبل: ٤ / ٢٨١.
ورواه أيضا ابن ماجة في صحيحه: ١٢ والمتقي الهندي في كنز العمال: ٦ / 397 والمحب الطبري في الرياض النضرة: 2 / 169.
(6) مسند أحمد، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه قال: حدثني أبي، قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبو عوانة، عن المغيرة، قال: عن أبي عبيدة، عن ميمون: أبي عبد الله قال: قال زيد بن أرقم - وأنا أسمع -: نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه [وآله] بواد يقال له وادي خم فأمر بالصلاة، فصلاها بهجير، ثم قال: فخطبنا وظلل لرسول الله صلى الله عليه [وآله] بثوب، على شجرة سمرة (شجرة صغار الورق قصار الشوك يأكلها الناس - لسان العرب) من الشمس فقال النبي... الحديث.
(٢٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 ... » »»
الفهرست