فشكى ذلك الورشان إلى الله تعالى فقال: اني سأكفيك.
قال: فأخرج الورشان وجاء الرجل ومعه رغيفان فصعد الشجرة وعرض له سائل فأعطاه أحد الرغيفين، ثم صعد فأخذ الفرخين ونزل بهما فسلمه الله لما تصدق به وعنه عليه السلام قال: كان في بني إسرائيل رجل عاقل كثير المال وكان له ابن يشبهه في الشمائل من زوجة عفيفة وكان له ابنان من زوجة غير عفيفة.
فلما حضرته الوفاة قال لهم: هذا مالي لواحد منكم.
فلما توفى قال الكبير انا ذلك الواحد وقال الأوسط انا ذلك وقال الأصغر انا ذلك فاختصموا إلى قاضيهم قال ليس عندي في امركم شئ، فانطلق إلى بنى الأغنام الاخوة الثلاث فانتهوا إلى واحد منهم، فرأوا شيخا كبيرا، فقال ادخلوا إلى أخي فلان فهو أكبر مني سنا فاسألوه، فدخلوا عليه فخرج شيخ كهل، فقال سلوا أخي الأكبر مني، فدخلوا على الثالث، فإذا هو في المنظر أصغر، فسألوه أولا عن حالهم فقال: اما أخي الذي رأيتموه أولا، هو الأصغر وان له امرأة سوء تسوءه وقد صبر عليها، مخافة ان يبتلى ببلاء لا صبر عليه فهو منه.
واما أخي الثاني، فان عنده زوجة تسوءه وتسره، فهو متماسك الشباب.
واما انا، فزوجتي تسرني ولا تسوءني لم يلزمني منها مكروه قط منذ صحبتني فشبابي معها متماسك.
واما حديثكم الذي هو حديث أبيكم انطلقوا أولا وانبشوا قبره واستخرجوا عظامه وأحرقوها، ثم عودوا لأقضي بينكم.
فانصرفوا، فأخذ الصبي سيف أبيه واخذ الاخوان المعاول.
فلما ان هما بذلك قال لهم الصغير لا تنبشوا قبر أبي وانا ادع لكما حصتي.
فانصرفوا إلى القاضي فقال يقنعكما هذا، إئتوني بالمال؟ فقال للصغير: خذ المال فلو كانا ابنيه لداخلهما من الرقة، كما دخل على الصغير.
وعن أبي الحسن موسى صلوات الله عليه قال: كان في بني إسرائيل رجل صالح وكانت له امرأة صالحة، فرأى في النوم ان الله قد وقت لك من العمر كذا