فلم يزل ذلك دأبه حتى أصبح، قال لها: اخرجي لبئس الضيف كنت لي.
وعن أبي جعفر عليه السلام قال: كان في بني إسرائيل جبار، وانه اقعد في قبره ورد إليه روحه، فقيل له: إنا جالدوك مائة جلدة من عذاب الله قال لا أطيقها، فلم يزالوا ينقصونه من الجلد وهو يقول لا أطيق، حتى صاروا إلى واحدة قال لا أطيقها قالوا لن نصرفها عنك، قال فلماذا تجلدونني؟ قال مررت يوما بعبد من عباد الله ضعيف مسكين مقهور، فاستغاث بك فلم تغثه ولم تدفع عنه.
قال: فجلدوه جلدة واحدة، فامتلأ قبره نارا.
وعن وهب بن منبه قال: رووا ان رجلا من بني إسرائيل بنى قصرا فجوده وشيده ثم صنع طعاما، فدعا الأغنياء وترك الفقراء.
فكان إذا جاء الفقير قيل لكل واحد منهم ان هذا طعام لم يصنع لك ولا لأشباهك قال: فبعث الله ملكين في زي الفقراء، فقيل لهما مثل ذلك، ثم أمرهما الله تعالى بأن يأتيا في زي الأغنياء فادخلا وأكرما وأجلسا، فأمرهما الله تعالى ان يخسفا المدينة ومن فيها. وباسناده: ان بني إسرائيل الصغير منهم والكبير كانوا يمشون بالعصا مخافة ان يختال أحد في مشيه.
وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان أبو جعفر صلوات الله عليه يقول: نعم الأرض الشام وبئس القوم أهلها، وبئس البلاد مصر، اما انها سجن من سخط الله عليه من بني إسرائيل، ولم يكن دخل بنو إسرائيل مصر إلا من سخطه ومعصيته منهم لله لان الله، عز وجل يقول: (ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم) فأبوا ان يدخلوها وعصوا، فتاهوا في الأرض أربعين سنة، وما كان خروجهم من مصر ودخولهم الشام، إلا من بعد توبتهم ورضاء الله عنهم.
ثم قال أبو جعفر عليه السلام انني أكره ان آكل شيئا طبخ في فخار مصر وما أحب ان اغسل رأسي من طينها، مخافة ان تورثني تربتها الذل وتذهب بغيرتي.
(قصص الراوندي) باسناده إلى عبد الأعلى بن أعين قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام حديث ترويه الناس من أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: