حدث عن بني إسرائيل ولا حرج؟ قال نعم.
قلت: أفنحدث عن بني إسرائيل ولا حرج علينا؟ قال أما سمعت ما قال كفى بالمرء كذبا ان يحدث بكل ما سمع.
قلت: كيف هذا؟ قال ما كان في الكتاب انه كان في بني إسرائيل، فحدث انه كان في هذه الأمة ولا حرج.
أقول: في (النهاية) في الحديث حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج - أي لا بأس ولا اثم عليكم - ان تحدثوا عنهم ما سمعتم، وإن استحال ان يكون في هذه الأمة مثل ما روي أن ثيابهم كانت تطول وان النار تنزل من السماء، فتأكل القربان وغير ذلك، لا ان تحدث عنهم بالكذب.
ويشهد لهذا التأويل ما جاء في بعض رواياته فان فيهم العجائب.
وقيل: معناه ان الحديث عنهم إذا أديته كما سمعته حقا كان أو باطلا لم يكن عليكم إثم، لطول العهد ووقوع الفترة، بخلاف الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله لأنه إنما يكون بصحة روايته وعدالة راويه.
وقيل معناه إن الحديث عنهم ليس على الوجوب، لأن قوله صلى الله عليه وآله في أول الحديث بلغوا عني على الوجوب، ثم اتبعه بقوله وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج عليكم ان لم تحدثوا عنهم.
(الكافي) عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان عابد في بني إسرائيل لم يقارف من امر الدنيا شيئا، فنخر إبليس نخرة فاجتمع إليه جنوده، فقال من لي بفلان؟ فقال بعضهم انا فقال من أين تأتيه؟ فقال من ناحية النساء، قال لست له لم يجرب النساء قال له آخر فأنا له قال من أين تأتيه؟ قال من ناحية الشراب، واللذات قال لست له ليس هذا بهذا، قال آخر فأنا له قال من أين تأتيه قال من ناحية البر، قال انطلق فأنت صاحبه.
فانطلق إلى موضع الرجل فأقام حذاءه يصلي.
قال: وكان الرجل ينام والشيطان لا ينام، ويستريح والشيطان لا يستريح.