(قصص الراوندي) باسناده إلى أبي جعفر عليه السلام قال: كان في بني إسرائيل عابد يقال له جريح وكان يتعبد في صومعته، فجاءته أمه وهو يصلي فدعته فلم يجبها فانصرفت، ثم اتته ودعته فلم يجبها ولم يكلمها، فانصرفت وهي تقول اسأل إله بني إسرائيل ان يخذلك.
فلما كان من الغد جاءت فاجرة وقعدت عند صومعته فأخذها الطلق، فادعت ان الولد من جريح.
ففشا في بني إسرائيل ان من كان يلوم الناس على الزنا، فقد زنى، وامر الملك بصلبه، فأقبلت أمه إليه تلطم وجهها، فقال لها: اسكني، انما هذا لدعوتك، فقال الناس لما سمعوا بذلك منه: وكيف لنا بذلك؟ قال: هاتوا الصبي فجاؤوا به فأخذه، فقال من أبوك؟ فقال فلان الراعي لبني فلان.
فأكذب الله الذين قالوا ما قالوا في جريح، ان لا يخالف أمه بل يخدعها ابدا.
وفيه عنه عليه السلام قال: كان في بني إسرائيل رجل وكان له بنتان فزوجهما من رجلين، واحد زارع وآخر يعمل الفخار، ثم انه زارهما، فبدأ بامرأة الزارع، فقال لها: كيف حالك؟ فقالت قد زرع زوجي زرعا كثيرا، إن جاء الله بالسماء فنحن في أحسن بني إسرائيل حالا.
وذهب إلى الأخرى، فسألها عن حالها فقالت قد عمل زوجي فخارا كثيرا، فان أمسك الله السماء عنا فنحن أحسن بني إسرائيل حالا. فانصرف وهو يقول:
أنت لهما. وفيه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان في بني إسرائيل رجل يكثر ان يقول: الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين، فغاظ إبليس ذلك.
فبعث إليه شيطانا فقال: قل العاقبة للأغنياء، فجاءه، فقال ذلك فتحاكما ان من طلع عليهما، على قطع يد الذي يحكم عليه.
فلقيا شخصا، فأخبراه بحالهما، فقال العاقبة للأغنياء فقطع يده.
فرجع وهو يحمد الله ويقول: العاقبة للمتقين، فقال له تعود أيضا، فقال نعم على اليد الأخرى فخرجا.