وكذا سنة وجعل نصف عمرك في سعة، وجعل النصف الآخر في ضيق، فاختر لنفسك اما النصف الأول أو النصف الأخير؟ فقال الرجل: ان لي زوجة صالحة وهي شريكتي في المعاش، فأشاورها في ذلك وتعود إلي فأخبرك.
فلما أصبح الرجل قال لزوجته: رأيت في النوم كذا وكذا، فقالت يا فلان خذ النصف الأول وتعجل العافية لعل الله سيرحمنا ويتم لنا النعمة.
فلما كان في الليلة الثانية اتى الآتي، فقال ما اخترت؟ فقال اخترت النصف الأول، فقال ذلك لك: فأقبلت الدنيا عليه من كل وجه.
ولما ظهرت نعمته قالت له زوجته: قرابتك والمحتاجون فصلهم وبرهم وجارك وأخوك فلان فهبهم.
فلما مضى نصف العمر وجاز حد الوقت، رأى الرجل الذي رآه في النوم فقال إن الله تعالى قد شكر لك ذلك، ولك تمام عمرك سعة ما مضى.
وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: خرجت امرأة بغي على شباب من بني إسرائيل ، فافتتنتهم فقال بعضهم لو كان العابد فلانا رآها فتنته وسمعت مقالتهم فقالت والله لا انصرف إلى منزلي حتى افتتنه.
فمضت نحوه في الليل فدقت عليه، فقالت آوي عندك فأبى عليها فقالت إن بعض شباب بني إسرائيل راودني عن نفسي، فان أدخلتني وإلا لحقوني وفضحوني فلما سمع مقالتها فتح لها.
فلما دخلت عليه رمت بثيابها، فلما رأى جمالها وهيئتها وقعت في نفسه فضرب يده عليها، ثم رجعت إليه نفسه، وقد كان يوقد تحت قدر له، فأقبل حتى وضع يده على النار، فقالت اي شئ تصنع؟ فقال: أحرقها لأنها عملت العمل.
فخرجت حتى أتت جماعة من بني إسرائيل فقالت الحقوا فلانا فقد وضع يده في النار فأقبلوا فلحقوه وقد احترقت يده.
وعن أبي عبد الله (ع): ان عابدا كان في بني إسرائيل فأضاف امرأة من بني إسرائيل فهم بها، فأقبل كلما هم بها، قرب إصبعا من أصابعه إلى النار