ذلك، فقالوا متى نصير إلى ذلك؟ قال: إذا متم، قالوا رأينا أمواتنا صاروا عظاما ورفاتا، فازدادوا له تكذيبا فأحدث الله عز وجل فيهم الأحلام، فأتوه وأخبروه بما رأوا وما أنكروا من ذلك فقال إن الله عز ذكره أراد ان يحتج عليكم بهذا، هكذا تكون أرواحكم إذا متم، وان بليت أبدانكم، تصير الأرواح إلى عقاب، حتى تبعث الأبدان.
(دعوات الراوندي) روي أن الله تبارك وتعالى أوحى إلى نبي من الأنبياء في الزمن الأول: ان لرجل في أمته دعوات مستجابة، فأخبر ذلك به الرجل، فانصرف من عنده إلى بيته وأخبر زوجته بذلك، فألحت عليه ان يجعل دعوة لها فرضي، فقالت سل الله ان يجعلني أجمل نساء الزمان فدعا الرجل فصارت كذلك.
ثم انها لما رأت رغبه الملوك والشبان المتنعمين فيها متوفرة، زهدت في زوجها الشيخ الفقير وجعلت تغالطه وتخاشنه، وهو يداريها، ولا يكاد يطيقها. فدعا الله ان يجعلها كلبة فصارت كذلك.
ثم أجمع أولادها يقولون: يا أبة ان الناس يعيرونا ان امنا كلبة نابحة وجعلوا يبكون ويسألونه ان يدعو الله ان يجعلها كما كانت فدعا الله تعالى ان يصيرها مثل الذي كانت في الحالة الأولى فذهبت الدعوات الثلاث ضياعا