وبقى ابنه فرأى ملك ذلك الزمان رؤيا، فسأل عن الرجل فقيل له قد هلك، فقال الملك هل ترك ولدا فقيل له نعم ترك ابنا، فقال إيتوني به فبعث إليه، فقال الغلام والله ما أدري لما يدعوني الملك وما عندي علم ولئن سألني عن شئ لأفتضحن، فذكر ما كان أوصاه أبوه، فأتى الرجل الذي كان يأخذ العلم عن أبيه، فقال له ان الملك قد بعث إلي يسألني ولست أدري فيما بعث إلي، وقد كان أبي امرني ان آتيك ان احتجت إلى شئ، فقال الرجل ولكني أدري فيما بعث إليك، فان أخبرتك فما اخرج الله لك من شئ فهو بيني وبينك، فقال نعم فاستحلفه واستوثق منه ان يفي، فأوثق له الغلام، فقال: انه يريد ان يسألك عن رؤيا رآها اي زمان، فقل له: هذا زمان الذئب.
فأتاه الغلام، فقال له الملك: لم أرسلت إليك، قال أرسلت إلي تريد ان تسألني عن رؤيا رأيتها أي زمان هذا، فقال له الملك: صدقت، فأخبرني اي زمان هذا فقال له زمان الذئب.
فأمر له بجائزة فقبضها الغلام وانصرف إلى منزله وأبى ان يفي لصاحبه وقال لعلي لا انفذ هذا المال ولا آكله حتى أهلك، ولعلي لا احتاج ولا اسأل عن مثل هذا الذي سئلت عنه.
فمكث ما شاء الله، ثم إن الملك رأى رؤيا، فبعث إليه يدعوه، فندم على ما صنع وقال: والله ما عندي علم آتيه به وما أدري كيف اصنع بصاحبي وقد غدرت به ولم أف له.
ثم قال: لأتيه على كل حال واعتذرن إليه ولأحلفن له فلعله يخبرني، فأتاه فقال اني صنعت الذي صنعت ولم أف لك بما كان بيني وبينك وتفرق ما كان في يدي وقد احتجت إليك، فأنشدك الله ان لا تخذلني وانا أوثق لك ان لا يخرج لي شئ إلا كان بيني وبينك إلى الملك ولست أدري عما يسألني، فقال إنه يريد ان يسألك عن رؤيا رآها أي زمان هذا، فقل له زمان الكبش.
فأتى الملك فدخل عليه، فقال الملك لم بعثت إليك؟ قال إنك رأيت رؤيا وانك