فطلع الآخر عليه أيضا فقطعت يده الأخرى، وعاد أيضا يحمد الله وهو يقول: العاقبة للمتقين، فقال تحاكمني على ضرب العنق؟ فقال نعم فخرجا.
فرأيا مثالا فوقعا عليه، فقال اني حاكمت هذا وقصا عليه قصتهما.
قال: فمسح يديه فعادتا ثم ضرب عنق ذلك الخبيث وقال: هكذا العاقبة للمتقين.
وفيه عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان فاجر في بني إسرائيل وكان يقضي بالحق فيهم.
فلما حضرته الوفاة قال لامرأته: إذا مت فاغسليني وكفنيني وغطي وجهي على سريري فإنك لا ترين سوءا إن شاء الله تعالى.
فلما مات فعلت ما أمرها به، ثم مكثت بعد ذلك حينا، ثم انها كشفت عن وجهه فإذا دودة تقرض من منخره ففزعت من ذلك.
فلما كان الليل اتاها في منامها، فقال لها فزعت مما رأيت؟ قالت اجل، قال والله ما هو إلا في أخيك. وذلك أنه اتاني ومعه خصم له فلما جلسا قلت: اللهم اجعل الحق له.
فلما اختصما كان الحق له، ففرحت، فأصابني ما رأيت لموضع هواي مع موافقة الحق له.
وعنه عليه السلام ان قوما من بني إسرائيل قالوا لنبي لهم ادع لنا ربك يمطر علينا السماء إذا أردنا فسأل ربه ذلك فوعده ان يفعل، فأمطر السماء عليهم كلما أرادوا، فزرعوا فنمت زروعهم وحسنت.
فلما حصدوا لم يجدوا شيئا، فقالوا انما سألنا المطر للمنفعة، فأوحى الله تعالى انهم لم يرضوا بتدبيري.
وقال عليه السلام: انه كان ورشان يفرخ في شجرة، وكان رجل يأتيه إذا أدرك الفرخان فيأخذ الفرخين.