وله يومئذ خمسون سنة، فلما ابتلاه الله عز وجل بذنبه (أماته الله مائة سنة ثم بعثه) فرجع إلى أهله وهو ابن خمسين سنة، فاستقبله ابنه وهو ابن مائة سنة، ورد الله عزيرا في السن الذي كان به.
(الكافي) مسندا إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: انه كان نبي يقال له دانيال وانه اعطى صاحب معبر رغيفا لكي يعبر به، فرمى صاحب المعبر بالرغيف وقال: ما اصنع بالخبز، هذا الخبز عندنا قد يداس بالأرجل.
فلما رأى دانيال ذلك منه، رفع يده إلى السماء وقال: اللهم أكرم الخبز فقد رأيت يا رب ما صنع هذا العبد؟ ولما قال أوحى الله عز وجل إلى السماء ان تحبس الغيث، وأوحى إلى الأرض: ان كوني طبقا كالفخار.
قال: فلم يمطر شئ، حتى أنه بلغ من أن بعضهم اكل بعضا.
فلما بلغ منهم ما أراد الله من ذلك، قالت امرأة لأخرى ولهما ولدان: يا فلانة تعالى حتى آكل انا وأنت اليوم ولدي، فإذا جعنا غدا اكلنا ولدك، قالت: نعم فأكلتاه، فلما جاعتا من الغد راودت الأخرى على اكل ولدها، فامتنعت عليها، فقالت لها: بيني وبينك نبي الله، فاختصما إلى دانيال عليه السلام، فقال لهما:
وقد بلغ الأمر إلى ما أرى؟ قالتا له: نعم يا نبي الله، واشر. فرفع يده إلى السماء فقال: اللهم عد علينا بفضلك ورحمتك ولا تعاقب الأطفال ومن فيه خير، بذنب صاحب المعبر واضرابه لنقمتك.
قال: فأمر الله تعالى إلى السماء ان امطري على الأرض، وامر الله الأرض ان أنبتي لخلقي، ما قد فاتهم من خيرك، فاني قد رحمتهم بالطفل الصغير.
(تفسير علي بن إبراهيم) قال: لما اخرج هشام بن عبد الملك أبا جعفر (ع) إلى الشام سأله عالم النصارى عن مسائل فكان فيما سأله: اخبرني عن رجل دنا من امرأته فحملت بابنين جميعا حملتهما في ساعة واحدة وماتا في ساعة واحدة ودفنا في قبر واحد، فعاش أحدهما خمسين ومائة سنة. وعاش الآخر خمسين سنة من هما؟ فقال أبو جعفر عليه السلام: هما عزير وعزرة، كان حمل أمهما على ما وصفت ووضعهما