وستا وستين سنة. ففي سنة إحدى وخمسين من ملكه بعث الله عيسى بن مريم (ع) واستودعه النور والحكمة وجميع علوم الأنبياء قبله وزاده الإنجيل وبعثه إلى بيت المقدس إلى بني إسرائيل يدعوهم إلى الايمان بالله فمكث ثلاثة وثلاثين سنة، حتى طلبته اليهود وادعت انها قتلته (وما كان الله ليجعل لهم سلطانا عليه وانما شبه لهم)... الحديث.
وعن أبي جعفر عليه السلام: لما كانت الليلة التي قتل فيها يوشع بن نون، وكذلك كانت الليلة التي رفع فيها عيسى بن مريم، وكذلك الليلة التي قتل فيها علي بن أبي طالب (ع) لم يرفع عن وجه الأرض حجر، إلا وجد تحته دم عبيط، حتى طلع الفجر، وكذلك الليلة التي قتل فيها الحسين صلوات الله عليه.
(تفسير علي بن إبراهيم) عن أبي جعفر عليه السلام قال: ان عيسى (ع) وعد أصحابه ليلة رفعه الله إليه، فاجتمعوا عند المساء وهم إثنا عشر رجلا فأدخلهم بيتا، ثم خرج عليهم من عين في زاوية البيت وهو ينفض رأسه من الماء، فقال: ان الله رافعي إليه الساعة ومطهري من اليهود، فأيكم يلقي عليه شبحي فيقتل ويصلب ويكون معي في درجتي؟ قال شاب منهم: أنا يا روح الله، قال: فأنت هو ذا فقال عيسى: ان منكم لمن يكفر بي قبل ان يصبح اثنتي عشرة كفرة؟ فقال له رجل انا منهم، فقال عيسى عليه السلام أنحن بذلك في نفسك فلتكن هو.
ثم قال عيسى (ع): أما انكم ستفترقون من بعدي على ثلاث فرق، فرقتين مفتريتين على الله في النار، وفرقة تتبع شمعون صادقة على الله في الجنة، ثم رفع الله عيسى من زاوية البيت وهم ينظرون إليه.
ثم قال: ان اليهود جاءت في طلب عيسى (ع) من ليلتهم، فأخذوا الرجل الذي قال له عيسى: ان منكم لمن يكفر بي قبل ان يصبح اثنتي عشرة كفرة، واخذوا الشاب الذي ألقى عليه شبح عيسى (ع) فقتل وصلب وكفر الذي قال له: تكفر قبل ان تصبح اثنى عشرة كفرة.
(قصص الراوندي) عنه عليه السلام قال: لما اجتمعت اليهود على عيسى (ع)