فإذا نمتم فافتحوا شفاهكم وصيروه لكم خلقا ففعلوا، فذهب عنهم ذلك.
(قصص الراوندي) باسناده إلى أبي عبد الله (ع) قال: ان عيسى بن مريم (ع) قال: إذا داويت المرضى فشفيتهم بإذن الله تعالى وأبرأت الأكمه والأبرص بإذن الله وعالجت الموتى فأحييتهم بإذن الله وعالجت الأحمق فلم أقدر على إصلاحه فقيل يا روح الله وما الأحمق؟ قال: المعجب برأيه ونفسه الذي يرى الفضل كله له، لا عليه ويوجب الحق كله لنفسه ولا يوجب عليها، فذلك الأحمق الذي لا حيلة في مداواته.
(وروي) ان عيسى (ع) مر مع الحواريين على جيفة، فقال الحواريون:
ما أنتن ريح الكلب؟ فقال عليه السلام: ما أشد بياض أسنانه.
وقيل له: لو اتخذت بيتا، فقال يكفينا خلقان من كان قبلنا.
(وروي) ان عيسى (ع) اشتد عليه المطر والرعد يوما، فجعل يطلب شيئا يلجأ إليه، فرفعت له خيمة من بعيد فأتاها، فإذا فيها امرأة، فحاد عنها، فإذا هو بكهف في جبل فأتاه، فإذا فيه أسد فوضع يده عليه وقال: إلهي لكل شئ مأوى ولم تجعل لي مأوى، فأوحى الله تعالى إليه: مأواك في مستقر رحمتي، وعزتي لأزوجنك يوم القيامة مائة حورية، خلقتها بيدي، ولأطعم في عرسك أربعة آلاف عام يوم منها كعمر الدنيا، ولآمرن مناديا ينادي: أين الزهاد في الدنيا، إحضروا عرس الزاهد عيسى بن مريم.
(وروى) ان عيسى (ع) كوشف بالدنيا، فرآها في صورة عجوز عتماء، - يعني منكسرة - الثنايا عليها من كل زينة، فقال لها: كم تزوجت فقالت لا أحصيهم قال: وكلهم مات عنك أو كلهم طلقك، فقالت بل كلهم قتلت؟ فقال عيسى (ع):
بؤسا لأزواجك الباقين، كيف تهلكيهم واحدا واحدا، ولم يكونوا منك على حذر وقيل: بينما عيسى بن مريم جالس وشيخ يعمل بمسحاة ويثير الأرض، فقال عيسى (ع): اللهم إنزع منه الأمل فوضع الشيخ المسحاة واضطجع، فلبث ساعة فقال عيسى (ع): اللهم أردد إليه الأمل، فقام يعمل بمسحاته، فسأله عيسى عن