صغير مات أبوه وبقي يتيما في حجري وهو يذهب إلى الصحارى ويجمع الشوك ويبيعه ونتعيش به. فلما جاء ولدها قالت له بعث الله لنا في هذه الليلة ضيفا صالحا تسطع من جبينه أنوار الهدى والصلاح، فاغتنم خدمته وصحبته، فدخل الابن على عيسى (ع) وأكرمه.
فلما كان في بعض الليل سأل عيسى عليه السلام الغلام عن حاله ومعيشته وغيرها وتفرس فيه آثار العقل والاستعداد للترقي على مدارج الكمال، لكن وجد فيه ان قلبه مشغول بهم عظيم، فقال: يا غلام أرى قلبك مشغولا بهم عظيم فأخبرني لعله يكون عندي دواء دائك.
فلما بالغ عيسى (ع) قال نعم في قلبي هم لا يقدر على دوائه إلا الله تعالى فقال اخبرني به لعل الله يلهمني ما يزيله عنك، فقال الغلام: اني كنت يوما احمل الشوك إلى البلد، فمررت بقصر ابنة الملك فنظرت إلى القصر فوقع نظري عليها فدخل حبها شغاف قلبي وهو يزداد كل يوم ولا أرى لذلك دواء إلا الموت، فقال عيسى (ع) إن كنت تريدها انا احتال حتى تتزوجها.
فجاء الغلام إلى أمه وأخبرها بقوله فقالت أمه يا ولدي اني لا أظن أن هذا الرجل يعد بشئ لا يمكنه الوفاء به فاسمع له وأطعه في كل ما يقول.
فلما أصبحوا قال عيسى عليه السلام للغلام اذهب إلى باب الملك فإذا اتى خواص الملك ليدخلوا عليه، قل لهم أبلغوا الملك عني اني جئته خاطبا كريمته ثم ائتيني وأخبرني بما جرى بينك بين الملك.
فأتى الغلام باب الملك، فلما قال ذلك لخاصته ضحكوا وتعجبوا من قوله ودخلوا على الملك وأخبروه بما قال الغلام مستهزئين به، فاستحضره الملك.
فلما دخل على الملك وخطب ابنته قال الملك مستهزءا به لا أعطيك ابنتي إلا ان تأتيني من اللئالي واليواقيت والجواهر كذا وكذا ووصف له ما لا يوجد في خزانة ملك من ملوك الدنيا، فقال الغلام انا اذهب وآتيك بجواب هذا الكلام