ليقتلوه بزعمهم اتاه جبرئيل (ع) فغشاه بجناحه ونظر عيسى فإذا هو بكتاب في جناح جبرئيل: اللهم إني أدعوك باسمك الواحد الأعز وأدعوك اللهم باسمك الكبير المتعالي الذي ثبت به أركانك كلها ان تكشف عني ما أصبحت وأمسيت فيه.
فلما دعا به عيسى عليه السلام، أوحى الله تعالى إلى جبرئيل عليه السلام ارفعه إلى عندي.
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله يا بني عبد المطلب سلوا ربكم بهذه الكلمات فوالذي نفسي بيده ما دعا بهن عبد باخلاص إلا اهتز له العرش، وإلا قال الله للملائكة إشهدوا اني قد استجبت له بهن وأعطيته سؤله في عاجل دنياه وآجل آخرته.
ثم قال لأصحابه: سلوا بها ولا تستبطئوا الإجابة.
(وعن) أبي عبد الله عليه السلام قال: رفع عيسى بن مريم عليه السلام بمدرعة من صوف من غزل مريم (ع) ومن خياطة مريم.
فلما انتهى إلى السماء نودي يا عيسى بن مريم إلق عنك زينة الدنيا.
(عيون الأخبار) عن الرضا (ع) قال: ما شبه امر أحد من أنبياء الله وحججه عليهم السلام للناس إلا امر عيسى بن مريم عليه السلام وحده، لأنه رفع من الأرض حيا وقبض روحه بين السماء والأرض، ثم رفع إلى السماء ورد إليه روحه.
وذلك قوله عز وجل: (إذ قال الله يا عيسى اني متوفيك ورافعك إلي).
وروي: انه مر عيسى (ع) برهط من اليهود، فقال بعضهم قد جاءكم الساحر ابن الساحرة والفاعل بن الفاعلة: فقذفوه بأمه، فسمع ذلك عيسى (ع) فقال: اللهم أنت ربي خلقتني ولم اتهم من تلقاء نفسي، اللهم العن من سبني وسب والدتي فاستجاب الله دعوته فمسخهم قردة وخنازير.
وبلغ خبرهم يهوذا وهو رأس اليهود، فخاف ان يدعو عليه، فجمع اليهود واتفقوا على قتله فبعث الله جبرئيل عليه السلام يمنعه منهم.
فاجتمع اليهود حول عيسى (ع) فجعلوا يسألونه فيقول لهم: يا معشر اليهود ان الله تعالى يبغضكم، فثاروا عليه ليقتلوه فأدخله جبرئيل عليه السلام خوخة