وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا ان أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا).
(وقضينا) أي وأوحينا إليهم في التوراة قضاء مقضيا.
(مرتين) أي إفسادين، أولهما مخالفة احكام التوراة وقتل شعيا وقتل إرميا وثانيهما قتل يحيى وزكريا وقصد قتل عيسى.
وقوله: (وعد أوليهما) أي وعد عقاب أولهما.
وقوله: (عبادا لنا) أي بخت نصر عامل لهراسف إلى بابل وجنوده، (فجاسوا) أي ترددوا لطلبكم (خلال الديار) أي وسطها، للقتل والغارة (والكرة) الدولة والغلبة (عليهم) أي على الذين بعثوا عليكم.
وذلك بأن ألقى الله في قلب بهمن بن اسفنديار لما ورث الملك من جده كشتاسب شفقة عليهم، فرد أسراهم إلى الشام وملك دانيال عليهم، فاستولوا على من كان فيها من اتباع بخت نصر. و (نفير) من ينفر مع الرجل من قومه (فإذا جاء وعد - عقوبة - الآخرة) بعثاهم ليجعلوا وجوههم بادية آثارا لمساءة فيها، (وليتبروا) أي ليهلكوا (ما علوا) أي ما غلبوه واستولوا عليه أو مدة علوهم.
وذلك بأن سلط الله عليهم الفرس مرة أخرى، فغزاهم ملك بابل ودخل صاحب الجيش مذبح قرابينهم، فوجد فيه دما يغلي، فسألهم عنه فقالوا دم قربان لم يقبل منا فقال ما صدقتموني، فقتل عليه الوفا منهم، فلم يسكن الدم، ثم قال إن لم تصدقوني ما تركت منكم أحدا فقالوا انه دم يحيى، فقال لمثل هذا ينتقم منكم ربكم.
(روي) ان بخت نصر ملك بابل وكان من جنس نمرود، وكان لزنية لا أب له فظهر على بيت المقدس وخرب المسجد وأحرق التوراة، والقى الجيف في المسجد وقتل على دم يحيى (ع) سبعين ألفا وسبى ذراريهم وأغار عليهم واخرج أموالهم وسبى سبعين ألفا وذهب بهم إلى بابل وبقوا في مدة مائة سنة تستعبدهم المجوس.
ثم تفضل الله عليهم بالرحمة، فأمر ملكا من ملوك فارس عارفا بالله سبحانه