وروى المفضل عن الصادق (ع): ان بقاع الأرض تفاخرت، ففخرت الكعبة على البقعة بكربلاء، فأوحى الله إليها اسكني ولا تفخري عليها، فإنها البقعة المباركة التي نودي منها موسى من الشجرة، وانها الربوة التي أوت إليها مريم والمسيح (ع) وان الدالية التي غسل فيها رأس الحسين (ع) فيها، وفيها غسلت مريم عيسى واغتسلت لولادتها.
(كتاب التمحيص) عن سدير قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: هل يبتلي الله المؤمن؟ فقال: وهل يبتلى إلا المؤمن؟ حتى أن صاحب يس قال: (يا ليت قومي يعلمون) كان مكنعا، قلت وما المكنع؟ قال: كان به الجذام.
(الأمالي) عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان عيسى روح الله مر بقوم مجلبين فقال ما لهؤلاء؟ قيل يا روح الله ان فلانة بنت فلان تهدى إلى فلان ابن فلان في ليلتها هذه، قال يجلبون اليوم ويبكون غدا، فقال قائل منهم: ولم يا رسول الله؟ قال: لأن صاحبتهم ميتة في ليلتها هذه، فقال القائلون بمقالته: صدق الله وصدق رسوله، وقال أهل النفاق وما أقرب غدا.
فلما أصبحوا جاءوا فوجدوها على حالها لم يحدث بها شئ، فقالوا يا روح الله ان التي أخبرتنا أمس انها ميته لم تمت، فقال عيسى يفعل الله ما يشاء، فاذهبوا بنا إليها فذهبوا يتسابقون حتى قرعوا الباب، فخرج زوجها، فقال له عيسى: استأذن لي على صاحبتك فدخل إليها فأخبرها ان روح الله وكلمته بالباب مع عدة.
قال: فتخدرت، فدخل عليها فقال لها ما صنعت ليلتك هذه؟ قالت: لم اصنع شيئا إلا وقد كنت اصنعه فيما مضى، انه كان يعترينا سائل في كل ليلة جمعة فنعطيه ما يقوته إلى مثلها، وانه جاءني في ليلتي هذه وانا مشغولة بأمري وأهلي في مشاغيل وهتف فلم يجبه أحد، ثم هتف فلم يجب، حتى هتف مرارا.
فلما سمعت مقالته قمت متنكرة حتى أنلته كما كنا ننيله، فقال لها تنحي عن مجلسك فإذا تحت ثيابها أفعى مثل الجذع عاض على ذنبه، فقال عليه السلام: بما صنعت، صرف عنك هذا.