لا نجامعكم ولا نبايتكم الليلة في مدينتكم هذه التي عصيتم الله فيها قبل ان ينزل بكم البلاء فيعمنا معكم).
قال: فخرجوا منهم من المدينة ونزلوا قريبا منها، فباتوا تحت السماء.
فلما أصبح أولياء الله المطيعون غدوا لينظروا ما حال أهل المعصية فأتوا باب المدينة، فإذا هو مصمت فدقوه، فلم يجابوا ولم يسمعوا منها حس أحد، بل سمعوا أصواتا كالعواء لا تشبه أصوات الناس، فوضعوا سلما على سور المدينة، ثم أصعدوا رجلا منهم، فأشرف على المدينة فنظر فإذا هو بالقوم قردة يتعاوون ولها أذناب فكسروا الباب، فعرفت القردة أنسابها من الانس ولم تعرف الانس أنسابها من القردة، فقال القوم للقردة: ألم ننهكم؟.
وقال علي عليه السلام: والله الذي فلق الحبة وبرأ النسمة اني لأعرف أنسابها من الأمة لا ينكرون ولا يغيرون، بل تركوا ما أمروا به فتفرقوا.
وقال علي بن طاووس: وجدت في حديث: انهم كانوا ثلاث فرق، فرقة باشرت المنكر وفرقة أنكرت عليهم، وفرقة داهنت أهل المعاصي فلم ينكروا ولم تباشر المعصية فنجى الله الذين أنكروا، وجعل الفرقة المداهنة ذرا، ومسخ الفرقة المباشرة للمنكر قردة.
ثم قال: ولعل مسخ المداهنة ذرا، لتصغيرهم عظمة الله وتوهينهم بحرمة الله، فصغرهم الله.
(مناقب ابن شهرآشوب المازندراني): عن هارون بن عبد رفعه إلى أحدهم قال: جاء قوم إلى أمير المؤمنين عليه السلام بالكوفة وقالوا يا أمير المؤمنين ان هذه الجراري تباع في أسواقنا فتبسم أمير المؤمنين عليه السلام ضاحكا ثم قال: قوموا لأريكم عجبا ولا تقولوا في وصيكم إلا خيرا، فقاموا معه فأتوا شاطئ الفرات، فتفل فيه تفلة وتكلم بكلمات، فإذا بجرية رافعة رأسها فاتحة فاها، فقال لها أمير المؤمنين عليه السلام: من أنت الويل لك ولقومك فقالت نحن من أهل القرية التي كانت حاضرة البحر، فعرض الله علينا ولايتك فقعدنا عنها فمسخنا الله،