الناس ودعوا الدنيا، ويحكم لو رأيتم الجنة وما أعددت فيها لأوليائي من النعيم لما ذقتم دوائها بشهوة، أين المشتاقون إلى لذيذ الطعام والشراب؟ أين الذين جعلوا مع الضحك بكاء؟ أين الذين هجموا على مساجدي في الصيف والشتاء؟ انظروا اليوم ما ترى أعينكم، فطال ما كنتم تسهرون والناس نيام، فاستمتعوا اليوم ما أردتم، فاني قد رضيت عنكم أجمعين ولقد كانت أعمالكم الزاكية تدفع سخطي من أهل الدنيا، يا رضوان أسقهم من الشراب الآن فيشربون وتزداد وجوههم نضرة، فيقول رضوان: هل تدرون لم فعلت هذا؟ لأنه لم تطأ فروجكم فروج الحرام، يا رضوان أظهر لعبادي ما أعددت لهم ثمانية آلاف ضعف، يا داود من تأجرني فهو اربح التاجرين، يا بن آدم أبوك وأمك يموتان وليس لك عبرة بهما يا بن آدم ألا تنظر إلى بهيمة ماتت فانتفخت وصارت جيفة وهي بهيمة وليس لها ذنب ولو وضعت أوزارك على الجبال الراسيات لهدتها، يا داود وعزتي ما شئ أضر إليكم من أموالكم ولا أولادكم ولا أشد في قلوبكم فتنة منها، والعمل الصالح عندي مرفوع وانا بكل شئ محيط، سبحان خالق النور).
وفي السورة الثالثة والعشرين: (يا بني آدم الطين والماء المهين وبنى الغفلة والغرة، لا تكثروا الالتفات إلى ما حرمت عليكم، فلو رأيتم مجاري الذنوب لاستقذرتموها، ولو رأيتم العطرات قد عوفين من هيجان الطبائع فهن الراضيات فلا يسخطن ابدا وهن الباقيات فلا يمتن ابدا، كلما افتضها صاحبها رجعت بكرا أرطب من الزبد وأحلى من العسل، بين السرير والفراش أمواج يتلاطم الخمر والعسل كل نهر ينفذ من آخر، ويحك ان هذا لهو الملك الأكبر والنعيم الأطول والحياة والرغد والسرور الدائم، والنعيم الباقي عندي الدهر كله، وانا العزيز الحكيم، سبحان خالق النور).
وفي الثلاثين: (بني آدم رهائن الموتى اعملوا لآخرتكم واشتروها بالدنيا ولا تكونوا قوما اخذوا لهوا ولعبا، واعلموا انه من قارضني نمت بضاعته، ومن قارض الشيطان قرن معه، ما لكم تتنافسون في الدنيا وتعدلون عن الحق، غرتكم