لذتها؟ فقال صلى الله عليه وآله: انك تنالها بعدي إذا قاتلت الناكثين والقاسطين والمارقين.
وكان يقول: والله لابن أبي طالب أأنس بالموت من الطفل بثدي أمه.
وقال في مقام آخر لابنه الحسن عليه السلام: ما يبالي أبوك أوقع على الموت أم وقع عليه الموت.
وحكى الشهيد الثاني زين الملة والدين أعلى الله مقامه في دار الإقامة في كتابه (مسكن الفؤاد): ان رجلا من العباد مر خارج مصر في طريق فرأى رجلا مطروحا على التراب قد اكل الديدان بدنه واحتوى الذباب على جراحاته، فقعد عند رأسه وروحه بالمروحة ليطرد الذباب عنه، ففتح عينيه وقال من هذا الذي يدخل بيني وبين ربي، وعزته وجلاله لو قطعني إربا إربا لم ازدد له إلا شكرا وفيه إلا حبا.
والحاصل ان درجة الرضا بالقضاء: أعلى درجات المتقين، رزقنا الله الوصول إليها والوقوف عليها، بمنه وكرمه.
(كتاب الحسين بن سعيد بن أبي البلاد) عن سعد الاسكاف عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان في بني إسرائيل عابد، فأعجب به داود (ع)، فأوحى الله تبارك وتعالى: لا يعجبك من أمره فإنه مراء.
قال: فمات الرجل، فأتى داود عليه السلام فقيل له مات الرجل. فقال:
ادفنوا صاحبكم.
قال: فأنكرت بنو إسرائيل وقالوا كيف لم يحضره.
قال: فلما غسل، قام له خمسون رجلا فشهدوا بالله ما يعلمون منه الا خيرا، فلما صلوا عليه قام خمسون رجلا فشهدوا بالله ما يعلمون منه إلا خيرا.
فأوحى الله تعالى إلى داود (ع): ما منعك ان تشهد فلانا؟ قال: الذي اطلعتني عليه من امره، قال: إن كان كذلك ولكن شهد قوم من الأحبار والرهبان فشهدوا له ما يعلمون إلا خيرا، فأجزت شهادتهم عليه وغفرت له علمي فيه.
وقال السيد علي بن طاووس في (سعد السعود): رأيت في زبور