أحسابكم فما حسب امرئ خلق من الطين، إنما الحسب عندي هو التقوى، سبحان خالق النور).
وفي السادسة والأربعين: (بني آدم لا تستخفوا بحقي فأستخف بكم في النار، ان آكلة الربا تقطع أمعاؤهم وأكبادهم، إذا ناولتم الصدقات فاغسلوها بماء اليقين، فاني أبسط يميني قبل يمين الآخذ، فإذا كانت من حرام قذفت بها في وجه المتصدق، وان كانت من حلال قلت: ابنوا له قصورا في الجنة، وليست الرياسة رياسة الملك، انما الرياسة رياسة الآخرة، سبحان خالق النور).
وفي السابعة والأربعين: (أتدري يا داود لم مسخت بني إسرائيل فجعلت منهم القردة والخنازير؟ لأنهم إذا جاء الغني العظيم ساهلوه وإذا جاء المسكين بأدنى منه انتقموا منه وجبت لعنتي على كل متسلط في الأرض لا يقيم الفقير والغنى بأحكام واحدة، انكم تتبعون الهوى في الدنيا، أين المفر مني إذا تخليت بكم؟ كم قد نهيتكم عن الالتفات إلى حرم المؤمنين؟ وطالت ألسنتكم في اعراض الناس، سبحان خالق النور).
وفي الخامسة والستين: (أفصحتم في الخطبة وقصرتم في العمل، فلو أفصحتم في العمل وقصرتم في الخطبة، لكان أرجى لكم، يا داود أتل على بني إسرائيل رجل دانت له أقطار الأرض حتى استوى وسعى في الأرض فسادا وأخمد الحق وأظهر الباطل وعمر الدنيا وحصن الحصون وحبس الأموال فبينما هو في غضارة دنياه، إذ أوحيت إلى زنبور يأكل لحم خده ويدخل ويلدغ الملك فدخل الزنبور وبين يديه ستارة وزرائه وأعوانه فضربه فتورمت وتفجرت منه أعين دما وقيحا فشير عليه يقطع من لحم وجهه، حتى كان كل من يجلس عنده شم منه نتنا عظيما حتى دفن جثته بلا رأس فلو كان للآدميين عبرة تردعهم لردعتهم ولكن اشتغلوا بلهو الدنيا فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يأتيهم أمري ولا أضيع اجر المحسنين، سبحان خالق النور) انتهت المواعظ الزبورية على طريق التلخيص.