فبعضنا في البحر وبعضنا في البر، فاما الذين في البحر فنحن الجراري، واما الذين في البر فالضب واليربوع.
ثم قال عليه السلام: والذي بعث محمدا صلى الله عليه وآله بالنبوة لتحيض كما تحيض نساؤكم.
وقال علي بن الحسين عليهم السلام: في قوله تعالى: (ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت) كانوا يسكنون على شاطئ بحر، فنهاهم الله وأنبياؤه عن اصطياد السمك في يوم السبت، فتوصلوا إلى حيلة يحلوا بها ما حرم الله عليهم، فأخذوا أخاديد وعملوا طرقا تؤدي إلى حياض يتهيأ للحيتان الدخول فيها من تلك الطرق ولا يتهيأ لها الخروج إذا همت بالرجوع، فجاءت الحيتان يوم السبت جارية على أمان الله لها فدخلت في أخاديد وحصلت في الحياض والغدران.
فلما كانت عشية اليوم همت بالرجوع منها إلى الحج لتأمن صائدها، فلما همت الرجوع فلم تقدر، وبقيت ليلها في مكان يتهيأ اخذها بلا اصطياد لاسترسالها فيه وعجزها عن الامتناع.
وكانوا يأخذونها يوم الأحد ويقولون ما اصطدنا يوم السبت. حتى كثر من ذلك مالهم وتنعموا بالنساء، فكانوا في المدينة نيفا وثمانين ألفا، فعل هذا منهم سبعون ألفا، وأنكر عليهم الباقون.
وذلك أن طائفة منهم وعظوهم فأبوا، فاعتزلوهم إلى قرية أخرى، فمسخهم الله الذين اعتدوا قردة، فجاؤوا إليهم يعرفوا هؤلاء الناظرون معارفهم، يقول المطلع لبعضهم أنت فلان؟ فتدمع عيناه ويومي برأسه ان نعم.
فما زالوا كذلك ثلاثة أيام، ثم بعث الله عليهم مطرا وريحا، فجرفهم إلى البحر وما بقى مسخ بعد ثلاثة أيام.
واما الذين ترون من هذه المصورات بصورها، فإنما هي أشباهها لا هي بأعيانها ولا من نسلها.
ثم قال عليه السلام: ان الله مسخ هؤلاء لاصطياد السمك، فكيف ترى عند