(وعنه عليه السلام) قال: لو أخذت أحدا يزعم أن داود عليه السلام وضع يده عليها لحددته حدين، حدا للنبوة وحدا لما رماه به.
(العياشي) عن أبي عبد الله عليه السلام قال ما بكى أحد بكاء ثلاثة: آدم ويوسف وداود.
أما آدم فبكى حين اخرج من الجنة، وكان رأسه في باب من أبواب السماء فبكى حتى تأذى به أهل السماء، فشكوا ذلك إلى الله، فحط من قامته.
وأما داود فإنه بكى حتى هاج العشب من دموعه، وان كان ليزفر الزفرة فيحرق ما نبت من دموعه.
وأما يوسف فإنه كان يبكي على أبيه يعقوب وهو في السجن، فتأذى به أهل السجن، فصالحهم على أن يبكي ويسكت يوما.
وقال الطبرسي: اختلف في استغفار داود من أي شئ كان:
فقيل انه حصل منه على سبيل الانقطاع إلى الله تعالى والخضوع والتذلل بالعبادة والسجود. كما حكى الله سبحانه عن إبراهيم بقوله: (والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين).
وأما قوله: (فغفر له ذلك) فالمعنى إنا قبلناه منه وأثبتناه عليه، فأخرجه على لفظ الجزاء.
وهذا قول من ينزه الأنبياء عن جميع الذنوب، من الامامية وغيرهم. ومن جوز على الأنبياء الصغائر، قال إن استغفاره كان لصغيرة.
ثم انهم اختلفوا في ذلك على وجوه.
أحدها - ان أوريا خطب امرأة فأراد أهلها أن يزوجوها له، فبلغ داود جمالها فخطبها أيضا فزوجوها منه وقدموه على أوريا، فعوتب داود على الحرص على الدنيا. عن الجبائي.
وثانيها - انه خرج أوريا إلى بعض ثغوره فقتل، فلم يجزع عليه جزعه على أمثاله من جنده، إذ مالت نفسه إلى نكاح امرأته، فعوتب على ذلك بنزول الملكين.