داود عليه السلام في السورة الثالثة ما هذا لفظه (يا داود اني جعلتك خليفة في الأرض وسيتخذ عيسى إلها من دوني من اجل ما مكنت فيه من القوة وجعلته يحيى الموتى باذني، يا داود من ذا الذي انقطع إلي فنحيته ومن ذا الذي أناب إلي فطردته عن إنابتي، ما لكم لا تقدسون الله وهو مصوركم، ما لكم لا تطردون المعاصي عن قلوبكم، كأنكم لا تموتون وكأن الدنيا باقية لا تزول عنكم).
وفي السورة العاشرة: (أيها الناس لا تغفلوا عن الآخرة، بني إسرائيل لو تفكرتم في منقلبكم ومعادكم وذكرتم القيامة وما أعددت فيها للعاصين، قل ضحككم وكثر بكاؤكم ولكنكم غفلتم عن الموت، كم تقولون ولا تفعلون، ولو تفكرتم في خشونة الثرى ووحشة القبر وظلمته لقل كلامكم وكثر ذكركم، لا تفكرون في خلق السماوات والأرض وما أعدت فيها من الآيات والنذر، وحبست الطير في جو السماء يسبحن ويسرحن في رزقي، وانا الغفور الرحيم سبحانه خالق النور).
وفي السورة السابعة عشر: (يا داود إسمع ما أقول ومر سليمان يقول بعدك ان الأرض أورثها محمدا وأمته، وهم خلافكم ولا يكون صلاتهم بالطنابير ولا يقدسون الأوتار، فازدد من تقديسك، يا داود قل لبني إسرائيل لا تجمعوا المال من الحرام، فاني لا اقبل صلاتهم، واهجر أباك على المعاصي، وأخاك على الحرام، واتل على بني إسرائيل نبأ رجلين كانا على عهد إدريس فجاءت لهما تجارة وقد فرضت عليهما صلاة مكتوبة، فقال أحدهما ابدأ بأمر الله، وقال الآخر ابدأ بتجارتي والحق امر الله فذهب هذا لتجارته وهذا لصلاته، فأوحيت إلى السماء:
فنفحت واطلقت نارا وأحاطت واشتغل الرجل بالسحاب والظلمة، فذهبت تجارته وصلاته وكتب على بابه انظروا ما تصنع الدنيا والتكاثر بصاحبه. يا داود إذا رأيت ظالما قد رفعته الدنيا فلا تغبطه فإنه لا بد له من أحد الامرين، اما ان أسلط عليه ظالما أظلم منه فينتقم منه، واما ألزمه رد التبعات يوم القيامة، يا داود لو رأيت صاحب التبعات قد جعل في عنقه طوق من نار، فحاسبوا أنفسكم وانصفوا