فلما كان من الغد رجع إلى السوق وجال فيه، فلم يقدر على شئ، فرجع وأخبرها فقالت: يكون غدا إن شاء الله.
فلما كان في اليوم الثالث مضى حتى انتهى إلى ساحل البحر، فإذا هو بصياد فقال له: هل لك ان أعينك وتعطيني شيئا؟ قال نعم، فأعانه.
فلما فرغ أعطاه الصياد سمكتين، فأخذهما وشق بطن أحدهما، فإذا هو بخاتم في بطنها، فجاء إلى منزله وهو واضع الخاتم في ثوبه، فقالت له امرأته: اني أريد ان تدعو أبوي حتى يعلما انك قد كسبت، فدعاهما فأكلا معه.
فلما فرغوا اخرج خاتمه فلبسه، فخر عليه الطير والريح وغشيه الملك وحمل الجارية وأبويها إلى بلاد إصطخر واجتمعت الشيعة واستبشروا به ففرج الله عنهم ما كانوا فيه من حيرة غيبته.
فلما حضرته الوفاة أوصى إلى آصف بن برخيا، فلم يزل بين الشيعة يأخذون عنه.
ثم غيب الله آصف غيبة طال أمدها، ثم ظهر لهم، فبقى بين قومه ما شاء الله، ثم انه ودعهم، فقالوا له: أين الملتقى؟ قال: على الصراط. وغاب عنهم ما شاء الله.
واشتدت البلوى على بني إسرائيل بغيبته وتسلط عليهم بخت نصر... الحديث أقول: ورد في حديث آخر: ان وقوعه على الخاتم في بطن السمكة كان بعد أن سلب منه الملك اخذ الشياطين خاتمه وألقوه في البحر.
(الاحتجاج) في حديث الزنديق الذي سأل الصادق عليه السلام عن مسائل وكان فيما سأله كيف صعدت الشياطين إلى السماء وهم أمثال الناس في الخلقة والكثافة وقد كانوا يبنون لسليمان بن داود عليه السلام من البناء ما يعجز عنه ولد آدم قال عليه السلام: غلظوا لسليمان كما سخروا وهم خلق رقيق غذاؤهم التسنيم، والدليل على ذلك صعودهم إلى السماء، لاستراق السمع، ولا يقدر الجسم الكثيف على الارتقاء إليها لا بسلم ولا بسبب.