منا يدخل سكة من هذه السكك لا يدري ما يحدث على الآخرين فقال الله عز وجل:
فاضرب كل طود من الماء بين هذا السكك فضرب وقال: اللهم بجاه محمد وآله الطيبين لما جعلت هذا الماء طاقات واسعة يرى بعضهم بعضا فحدث طاقات واسعة يرى بعضهم بعضا فلما دخلوا جاء فرعون وقومه فدخلوا، فأمر الله البحر فأطبق عليهم فغرقوا وأصحاب موسى ينظرون إليهم.
ثم قال الله عز وجل لبني إسرائيل في عهد محمد صلى الله عليه وآله: فإذا كان الله تعالى فعل كله بأسلافكم لكرامة محمد صلى الله عليه وآله ودعا موسى دعاء تقرب بهم، أفما تعقلون ان عليكم الايمان بمحمد وآله وقد شاهدتموه الآن.
وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: بين قوله: قد أجيبت دعوتكما وبين اخذ فرعون أربعون سنة.
قال الثعلبي: قال العلماء بأخبار الماضين: لما كلم الله موسى وبعثه إلى مصر خرج وليس معه زاد ولا سلاح وكان يستعين بالصيد وببقول الأرض، ولما قرب من مصر أوحى الله إلى أخيه هارون يبشره بقدوم موسى ويخبره انه جعله لموسى وزيرا ورسولا معه إلى فرعون وأمره أن يمر يوم السبت لغرة ذي الحجة متنكرا إلى شاطئ النيل ليلتقي في تلك الساعة بموسى.
فخرج هارون واقبل موسى عليه السلام، فالتقيا على شط النيل قبل طلوع الشمس، فاتفق انه كان يوم ورود الأسد الماء، وكان لفرعون أسد تحرسه في غيضة محيطة بالمدينة من حولها.
وكان فرعون إذ ذاك في مدينة حصينة عليها سبعون سورا في كل سور رساتيق وأنهار ومزارع وأرض واسعة في ربض كل سور سبعون الف مقاتل ومن وراء تلك المدينة غيضة تولى فرعون غرسها بنفسه ثم أسكنها الأسد، فنسلت وتوالدت حتى كثرت ثم اتخذها جندا من جنوده تحرسه وجعل خلال تلك الغيضة طرقا تفضي من يسلكها إلى أبواب المدينة، فمن أخطأ الطريق وقع في الغيضة فأكلته