ثم قال: إن كانوا يعذبون في النار غدوا وعشيا ففيما بين ذلك هم من السعداء، ولكن هذا في نار البرزخ قبل يوم القيامة.
ألم تسمع قوله عز وجل: (ويوم تقوم الساعة ادخلوا آل فرعون أشد العذاب). وهذا أمر للملائكة بادخالهم في أشد العذاب وهو عذاب جهنم.
أقول: هذه النار هي نار البرزخ التي يعذب فيها أرواح الكفار في الدنيا وهي برهوت واد في حضرموت من بلاد اليمن، كما أن جنة الدنيا وادي السلام ومحلها ظهر الكوفة بين النجف وكربلاء وفيها أرواح المؤمنين في أجساد مثالية يتنعمون بها حتى يوافوا جنة، الخلد وأولئك يوافون نار جهنم.
(تفسير الإمام الحسن العسكري عليه السلام) عن آبائه عن الصادق عليه السلام قال: كان حزقيل مؤمن آل فرعون يدعو قوم فرعون إلى توحيد الله ونبوة موسى وتفضيل محمد صلى الله عليه وآله على جميع رسل الله وخلقه وتفضيل علي بن أبي طالب والخيار من الأئمة عليهم السلام على سائر أوصياء النبيين، وإلى البراءة من ربوبية فرعون.
فوشى به واشون إلى فرعون وقالوا: ان حزقيل يدعو إلى مخالفتك ويعين أعداءك على مضادتك، فقال لهم فرعون: انه ابن عمي وخليفتي على ملكي وولي عهدي إن فعل ما قلتم فقد استحق العذاب على كفره نعمتي! وإن كنتم كاذبين فقد استحققتم أشد العذاب لإيثاركم الدخول في مساءته.
فجاء بحزقيل وجاء بهم فكاشفوه وقالوا: أنت تجحد ربوبية فرعون وتكفر نعماءه؟ فقال حزقيل: أيها الملك هل جربت على كذبا قط؟ قال: لا، قال:
فسلهم من ربهم؟ فقالوا: فرعون، قال: ومن خالقكم؟ قالوا: فرعون، قال: ومن رازقكم؟ الكافل لمعاشكم والدافع عنكم مكارهكم؟ قالوا: فرعون هذا. قال حزقيل:
أيها الملك فاشهد ومن حضرك ان ربهم ربي وخالقهم هو خالقي ورازقهم هو رازقي لا رب لي ولا خالق ولا رازق غير ربهم وخالقهم ورازقهم، وأشهدك ومن حضرك أن كل رب وخالق سوى ربهم فأنا بريء منه ومن ربوبيته وكافر بآلهيته.