قال: فلم تزل الأنسر ترتفع حتى غابت الشمس وغابت عنهم البحار والماء، وجنهم الليل فنظر هامان إلى السماء فقال فرعون: هل بلغناها؟ فقال: أرى الكواكب كما كنت أراها في الأرض.
ثم جالت الرياح القائمة في الهواء فأقبلت التابوت، فلم يزل يهوي حتى وقع على الأرض، فكان فرعون أشد ما كان عتوا في ذلك الوقت (علل الشرائع) عن أبي الحسن عليه السلام قال: احتبس القمر عن بني إسرائيل فأوحى الله جل جلاله إلى موسى عليه السلام: اخرج عظام يوسف من مصر، ووعده طلوع القمر إذا أخرج عظامه. فسأل موسى عمن يعلم موضعه؟ فقيل له: هاهنا عجوز تعلم علمه، فبعث إليها، فأتي بعجوز مقعدة عمياء، فقال لها: أتعرفين موضع قبر يوسف؟ قالت: نعم، قال: فأخبريني به، قالت: لا، حتى تعطيني أربع خصال: تطلق رجلي، وتعيد لي شبابي، وتعيد لي بصري، وتجعلني معك في الجنة.
قال: فكبر ذلك على موسى عليه السلام فأوحى الله جل جلاله إليه: يا موسى إعطها ما سألت، فإنك إنما تعطي علي. ففعل فدلته عليه، فاستخرجه من شاطئ النيل في صندوق مرمر. فلما أخرجه طلع القمر، فحمله إلى الشام. فلذلك يحمل أهل الكتاب موتاهم إلى الشام.
(الكافي) عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان قوما ممن آمنوا بموسى عليه السلام قالوا: لو أتينا عسكر فرعون فكنا فيه ونلنا من دنياه، فإذا كان الذي نرجوه من ظهور موسى عليه السلام صرنا إليه، ففعلوا.
فلما توجه موسى وعسكره هاربين من فرعون، ركبوا دوابهم وأسرعوا في المسير ليلحقوا موسى وعسكره فيكونوا معه، فبعث الله ملكا فضرب وجوه دوابهم فردهم إلى عسكر فرعون، فكانوا مع فرعون.
وفيه عن أبي الحسن عليه السلام قال: كان رجل من أصحاب موسى أبوه من أصحاب فرعون، فلما لحقت خيل فرعون موسى تخلف عنهم ليعظ أباه فيلحقه بموسى، فمضى أبوه وهو يراغمه حتى بلغا طرفا من البحر، فغرقا جميعا، فأتى موسى