هذا عمل موسى، قتلوا أبكارنا من أنفسنا وأموالنا، ثم خرجوا ولم يرضوا ان ساروا بأنفسهم حتى ذهبوا بأموالنا معهم، فنادى في قومه فأرسل في المدائن من يجمع الساحرين.
وقال ابن جريج: أرسل فرعون في أثر موسى وقومه الف الف وخمسمائة الف ملك مسود مع كل ملك الف. ثم خرج فرعون خلفهم في الدهم وكانوا مائة الف رجل كل واحد منهم راكب حصانا أدهم.
فلما أغرقوا في البحر بعث موسى (ع) جندين عظيمين من بني إسرائيل كل جند اثنا عشر ألفا إلى مدائن فرعون وهي خالية من أهلها لم يبق منهم إلا النساء والصبيان والزمني والمرضى والهرمى، وأمر على الجندين يوشع بن نون وكالب بن يوحنا، فدخلوا بلاد فرعون فغنموا ما كان فيها من أموالهم وكنوزهم.
ثم إن يوشع استخلف على قوم فرعون رجلا منهم، وعاد إلى موسى بمن معه سالمين غانمين.
تفسير علي بن إبراهيم: (قال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري، فأوقد لي يا هامان على الطين فاجعل لي صرحا لعلي اطلع إلى إله موسى واني لأظنه من الكاذبين) فبنى، هامان له في الهواء صرحا بلغ مكانا في الهواء لم يقدر الانسان ان يقوم عليه من الرياح القائمة في الهواء، فقال لفرعون: لا نقدر على أن نزيد على هذا.
وبعث الله رياحا فرمت به، فاتخذ فرعون عند ذلك التابوت وعمد إلى أربعة أنسر، فأخذ فراخها ورباها، حتى إذا بلغت وكبرت عمدوا إلى جوانب التابوت الأربعة فقرروا في كل جانب منه خشبة وجعلوا على رأس كل خشبة لحما وجوعوا الأنسر وشدوا أرجلها بأصل الخشبة، فنظرت الأنسر إلى اللحم فأهوت إليه وارتفعت في الهواء فأقبلت تطير يومها، فقال فرعون لهامان: انظر إلى السماء هل بلغناها؟ فنظر هامان فقال: أرى السماء كما كنت أراها في الأرض في البعد فقال: انظر إلى الأرض، فقال: لا أرى الأرض ولكن أرى البحار والماء.