قال وهب: بلغني انه ذبح في طلب موسى سبعين الف وليد.
وعن ابن عباس: ان أم موسى لما تقارب ولادتها وكانت قابلة من القوابل مصافية لها، فلما ضربها الطلق أرسلت إليها فأتتها وقبلتها، فلما وقع موسى عليه السلام بالأرض هالها نور بين عيني موسى، فارتعش كل مفصل منها ودخل حبه في قلبها.
ولما خرجت القابلة من عندها أبصرها بعض العيون فجاؤوا ليدخلوا على أم موسى، فقالت أخته: هذا الحرس بالباب، فطاش عقلها، فلفته في خرقة ووضعته في التنور وهو مسجور، فدخلوا فإذا التنور مسجور ولم يروا شيئا وخرجوا من عنده فرجع إليها عقلها، فقالت لأخت موسى فأين الصبي؟ قالت: لا أدري فسمعت بكاء الصبي من التنور فانطلقت إليه، وقد جعل الله النار عليه بردا وسلاما فاحتملته.
وعن ابن عباس قال: انطلقت أم موسى إلى نجار من قوم فرعون فاشترت منه تابوتا صغيرا، فقال لها ما تصنعين به؟ قالت ابن لي أخبئه فيه، وكرهت ان تكذب فانطلق النجار إلى الذباحين ليخبرهم بأمرها فلما هم بالكلام أمسك الله لسانه وجعل يشير بيده فلم يدر الامناء، فلما أعياهم امره، قال كبيرهم: اضربوه فضربوه وأخرجوه فوقع في واد يهوى فيه حيران فرد الله عليه لسانه وبصره ان لا يدل عليه ويكون معه يحفظه الله فرد الله عليه بصره ولسانه فآمن به وصدقه، فانطلقت أم موسى وألقته في البحر وذلك بعد ما أرضعته ثلاثة أشهر وكان لفرعون يومئذ بنت ولم يكن له ولد غيرها وكانت من أكرم الناس عليه وكان بها برص شديد وقد قالت أطباء مصر والسحرة انها لا تبرء الا من قبل البحر يوجد منه شئ شبه الانسان فيؤخذ من ريقه فيلطخ به برصها فتبرأ من ذلك، وذلك في يوم كذا من ساعة كذا.
فلما كان يوم الاثنين غدا فرعون إلى مجلس كان له على شفير النيل ومعه آسية فأقبلت بنت فرعون في جواريها حتى جلست على شاطئ النيل مع جواريها تلاعبهن، إذ اقبل النيل بالتابوت تضربه الأمواج فأخذوه فدنت آسية فرأت في جوف التابوت نورا لم يره غيرها للذي أراد الله ان يكرمها، ففتحت الباب فإذا