(الكافي) عن أبي جعفر عليه السلام قال: كانت عصا موسى لآدم فصارت إلى شعيب ثم صارت إلى موسى، وانها لعندنا وان عهدي بها آنفا وهي خضراء كهيئتها حين انتزعت من شجرتها وانها لتنطق إذا استنطقت أعدت لقائمنا يصنع بها ما كان يصنع بها موسى عليه السلام وانها لتصنع ما تؤمر به، انها حيث أقبلت تلقف ما يأفكون، تفتح لها شعبتان إحداهما في الأرض والأخرى في السقف وبينهما أربعون ذراعا تلقف ما يأفكون بلسانها وكانت من عوسج الجنة.
وعن أبي عبد الله عليه السلام: ان فرعون لما وقف على زوال ملكه على يد موسى (ع) امر باحضار الكهنة فدلوه على نسبه وانه من بني إسرائيل فلم يزل يأمر أصحابه بشق بطون الحوامل من بني إسرائيل حتى قتل في طلبه نيفا وعشرين الف مولود، وتعذر عليه الوصول إلى قتل موسى بحفظ الله تبارك وتعالى إياه.
(تفسير الإمام العسكري عليه السلام) قال الامام: قال الله تعالى: (واذكروا يا بني إسرائيل إذ أنجيناكم وأنجينا أسلافكم من آل فرعون) وكان من عذاب فرعون لبني إسرائيل انه كان يكلفهم عمل البناء على الطين ويخاف ان يهربوا عن العمل فأمرهم بتقييدهم وكانوا ينقلون ذلك الطين على السلاليم إلى السطوح. فربما سقط الواحد منهم فمات أو زمن لا يعبئون، بهم إلى أن أوحى الله إلى موسى:
قل لا يبتدئون عملا الا بالصلاة على محمد وآله الطيبين ليخفف عليهم فكانوا يفعلون ذلك فيخف عليهم، وامر كل من سقط فزمن ممن نسي الصلاة على محمد وآله الطيبين ان يقولها على نفسه إن أمكنه - اي الصلاة على محمد وآله، أو يقال عليه ان لم يمكنه فإنه يقوم ولا تقبله يد ففعلوها فسلموا، فقيل لفرعون انه يولد في بني إسرائيل مولود يكون على يده زوال ملكك، فأمر بذبح أبنائهم، فكانت الواحدة منهن تعطي القوابل الرشوة لكيلا تنم عليها ويتم حملها ثم تلقي ولدها في صحراء أو غار جبل وتقول عليه عشر مرات الصلاة على محمد وآله، فيقض الله ملكا يربيه ويدر من إصبع له لبنا يمصه ومن إصبع طعاما يتغذاه إلى أن نشأ بنو إسرائيل وكان من سلم منهم ونشأ أكثر ممن قتل.