(ويستحيون نساءكم) يبقوهن ويتخذوهن إماء، فضجوا إلى موسى وقالوا يفترعون بناتنا وأخواتنا، فأمر الله تلك البنات كلما رأى بهن من ذلك ريب صلين على محمد وآله الطيبين، فكان يرد عنهن أولئك الرجال اما بشغل أو مرض أو زمانة أو لطف من ألطافه فلم تفترش منهن امرأة بل دفع الله عز وجل عنهن بصلاتهن على محمد وآله الطيبين، ثم قال عز وجل: (وفي ذلكم الانجاء الذي أنجاكم منهما ربكم بلاء نعمة من ربكم عظيم كبير) قال الله عز وجل: (يا بني إسرائيل اذكروا) إذا كان البلاء يصرف عن أسلافكم ويخف بالصلاة على محمد وآله الطيبين أفما تعلمون انكم إذا شاهدتموه وآمنتم به كانت النعمة عليكم أفضل وفضل الله عليكم أجزل.
قال الثعلبي في (كتاب عرائس المجالس) مات الريان بن الوليد فرعون مصر الأول صاحب يوسف عليه السلام وهو الذي ولى يوسف خزائن ارضه واسلم على يديه فلما مات، ملك بعده قابوس بن مصعب صاحب يوسف عليه السلام الثاني فدعاه يوسف إلى الاسلام فأبى وكان جبارا، وقبض الله يوسف عليه السلام في ملكه وطال ملكه ثم هلك، وقام بالملك بعده اخوه أبو العباس الوليد بن مصعب بن الريان بن أراشة بن ثوران بن عمرو بن فاران بن عملاق بن لاوي بن سام بن نوح عليه السلام وكان أفجر من قابوس، وأقام بنو إسرائيل بعد وفاة يوسف عليه السلام وقد نشروا وكثروا وهم تحت أيدي العمالقة وهم على بقايا من دينهم مما كان يوسف ويعقوب شرعوا فيهم من الاسلام، حتى كان فرعون موسى الذي بعثه الله إليه ولم يكن منهم فرعون أعتى على الله ولا أطول عمرا في ملكه ولا أسوء ملكه لبني إسرائيل منه، وكان يعذبهم ويستعبدهم وصنفهم في أعماله، فصنف يبنون وصنف يحرثون وصنف يتولون الأعمال القذرة وقد استنكح منهم فرعون امرأة يقال لها آسية بنت مزاحم من خيار النساء، فأسلمت على يد موسى ولم يسلم من أهل مصر الا ثلاثة: آسية وحزقيل ومريم بنت موساء التي دلت موسى على قبر يوسف عليهما السلام، فعمر فرعون وهم تحت يديه أربعمائة سنة، فلما أراد الله ان يفرج عنهم بعث موسى عليه السلام، وذلك أن فرعون رأى في منامه ان نارا قد أقبلت