روي ذلك: عن علي عليه السلام، وابن عباس.
و (ثانيها) ان موسى عليه السلام كان جنبا يغتسل وحده، فقالوا ما يتستر منا الا لعيب بجلده اما برص واما أدرة، فذهب مرة ليغتسل فوضع ثوبه على حجر فمر الحجر بثوبه فطلبه موسى، فرآه بنو إسرائيل عريانا كأحسن الرجال خلقا، فبرأه الله مما قالوا. رواه أبو هريرة مرفوعا.
وقال قوم ان ذلك لا يجوز، لأن فيها اشتهار النبي وإبداء سوأته على رؤوس الاشهاد، وذلك ينفر عنه.
و (ثالثها) ان قارون استأجر مومسة لتقذف موسى عليه السلام بنفسها على رؤوس الملأ، فعصمه الله تعالى من ذلك. عن أبي العالية.
و (رابعها) انهم آذوه من حيث إنهم نسبوه إلى السحر والجنون والكذب، بعد ما رأوا الآيات. عن أبي مسلم. انتهى.
واما السيد قدس الله ضريحه فقد رد الثاني، بأنه ليس يجوز ان يفعل الله تعالى بنبيه، ما ذكروه من هتك العورة، لتنزيهه عن عاهة أخرى. فإنه تعالى قادر ان ينزهه مما قذفوه به على وجه لا يلحقه معه فضيحة أخرى، وليس يرمي بذلك أنبياء الله من يعرف أقدارهم.
ثم قال: والذي روي في ذلك من الصحيح معروف وذكر الوجه الأول.
وقال جماعة من أهل الحديث: لا استبعاد فيه بعد ورود الخبر الصحيح وان رؤيتهم له على ذلك الوضع الذي لم يتعمده موسى عليه السلام، ولم يعلم أن أحدا ينظر إليه أم لا وان مشيه عريانا لتحصيل ثيابه مضافا إلى تبعيده عما نسبوه إليه، ليس من المنفرات.
وسئل الصادق عليه السلام أيهما مات قبل موسى أم هارون؟ قال: هارون مات قبل موسى صلوات الله عليهما.
وسئل أيهما كان أكبر؟ قال هارون، وكان اسم ابني هارون شبيرا وشبرا وتفسيرهما بالعربية الحسن والحسين.