من بيت المقدس حتى اشتملت على بيوت مصر فأخربتها وأحرقت القبط وتركت بني إسرائيل ، فدعا فرعون السحرة والمنجمين وسألهم عن رؤياه فقالوا انه يولد في بني إسرائيل غلام يسلبك ملكك ويخرجك وقومك من أرضك ويبدل دينك وقد أظلك زمانه الذي يولد فيه، فأمر فرعون بقتل كل غلام يولد في بني إسرائيل وجمع القوابل من نساء أهل مملكته فقال لهن اقتلن الغلمان دون البنات.
قال مجاهد: لقد ذكر لي انه كان يأمر بالقضب فيشق حتى يجعل أمثال الشفار ثم يصف بعضها إلى بعض ثم يؤتى بالحبالى من بني إسرائيل فيوقفن فتجر أقدامهن حتى أن المرأة منهن لتضع ولدها فيقع بين رجليها فتظل تطأه، تتقى به حد القضب عن رجليها لما بلغ جهدها، فكان يقتل الغلمان الذين كانوا في وقته ويقتل من يولد منهم ويعذب الحبالى حتى يضعن ما في بطونهن، وأسرع الموت في مشيخة بني إسرائيل فدخل رؤوس القبط على فرعون فقالوا: ان الموت وقع في بني إسرائيل وأنت تذبح صغارهم ويموت كبارهم فيوشك ان يقع العمل علينا فأمر فرعون ان يذبحوا سنة ويتركوا سنة، فولد هارون في السنة التي لا يذبحون فيها، قالوا فولدت هارون أمه علانية آمنة، فلما كان العام المقبل حملت بموسى، فلما وضعته أمرها الله سبحانه: بوضعه في التابوت ولفظه في الماء، حتى اتى به إلى قصر فرعون، واتت به آسية إلى فرعون وقالت: قرة عين لي ولك لا تقتله فقال قرة عين لك اما انا فلا حاجة لي فيه.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: والذي يحلف فيه لو أقر فرعون ان يكون ابنه كما أقرت به لهداه الله تعالى كما هدى زوجته ولكن الله تعالى حرمه ذلك، فلما آمنت آسية أرادت ان تسميه باسم اقتضاه حاله وهو موسى، لأنه وجد بين الماء والشجر، و (مو) بلغة القبط الماء و (شا) الشجر، فعرب فقيل: موسى.
وعن ابن عباس: ان بني إسرائيل لما كثروا بمصر استطالوا على الناس وعملوا بالمعاصي ووافق خيارهم شرارهم فسلط الله عليهم القبط يعذبونهم.