وعلق عليها جهازه ومتاعه ومخلاته وكساءه وطعامه وسقاءه.
وقال شعيب لموسى، حين زوجه ابنته وسلم إليه أغنامه يرعاها: اذهب بهذه الأغنام فإذا بلغت مفرق الطريق فخذ على يسارك ولا تأخذ على يمينك وان الكلأ بها أكثر فان فيها تنينا عظيما أخشى عليك وعلى الأغنام منه فذهب موسى بالأغنام.
فلما بلغ مفرق الطريقين اخذت الأغنام ذات اليمين، فاجتهد موسى على أن يصرفها إلى ذات الشمال فلم تطعه، فنام موسى والأغنام ترعى، فإذا بالتنين قد جاء، فقامت عصا موسى فحاربته فقتلته واتت فاستلقت على جنب موسى وهي دامية، فلما استيقظ موسى عليه السلام رأى العصا دامية والتنين مقتولا، فعلم أن في تلك العصا لله قدره.
فهذه مآرب موسى فيها إذا كانت عصا، فأما إذا ألقاها موسى عليه السلام فيرى انها تنقلب حية كأعظم ما يكون من التنانين سوداء مدلهمة تدب على أربع قوائم ولها اثنا عشر نابا يخرج منها لهب النار يهب من فيها ريح السموم لا يصيب شيئا إلا أحرقته وكانت تكون في عظم الثعبان وخفة الجان ولين الحية، وذلك موافق لنص القرآن حيث قال في موضع: (فإذا هي ثعبان مبين) وفي موضع آخر:
(فإذا هي حية تسعى) فقال له: (اذهب إلى فرعون...) الحديث.
(وروي) ان بنت شعيب لما قالت لموسى: ان أبي يدعوك ليجزيك اجر ما سقيت لنا كره ذلك موسى وأراد ان لا يتبعها ولم يجد بدا ان يتبعها، لأنه كان في ارض مسبعة وخوف، فلما دخل على شعيب إذا هو بالعشاء مهيئا، فقال له شعيب اجلس يا شاب فتعش فقال له موسى: أعوذ بالله. قال شعيب: ولم ذاك؟
ألست بجائع؟ قال: بلى ولكن أخاف ان يكون هذا عوضا عما سقيت لهما وانا من أهل بيت لا نبيع شيئا من عمل الآخرة بملأ الأرض ذهبا فقال له شعيب: لا والله يا شاب ولكنها عادتي وعادة آبائي، نقري الضيف ونطعم الطعام. والتي تزوج بها موسى اسمها: صفورة والأخرى ليا.
وقيل: اسم الكبرى صفرا، واسم الصغرى صفيرا.