الله عز وجل إليه: يا أيوب خذ سبحتك كفا فابذره. وكانت سبحته فيها ملح، فاخذ أيوب كفا فبذره فخرج هذا العدس وأنتم تسمونه الحمص ونحن نسميه العدس.
(معاني الأخبار) معنى أيوب من آب يؤب وهو انه يرجع إلى العافية والنعم والأهل والمال والولد بعد البلاء.
وقال الصادق عليه السلام: ما سأل أيوب العافية في شئ من بلائه.
أقول: رد السيد: الأخبار الواردة بان الشيطان تسلط على أيوب وأهلك ماله وغنمه وأولاده ونفخ في بدنه وجعله قرحة واحدة. وقال: ان إبليس لا يقدر على أن يقرح الأجساد ولا يفعل الأمراض، وانما الله سبحانه هو الذي أوجد المرض في بدن أيوب عليه السلام امتحانا له وتعريضا بالثواب من حيث الصبر على الأوجاع والاسقام.
ولا يخفى ما يرد على هذا الكلام ولا نرى فرقا بين ما صدر من الأشقياء بالنسبة إلى الأنبياء والأئمة عليهم السلام. حيث خلاهم الله تعالى وأنفسهم نظرا إلى مصلحة التكليف ففعلوا ما فعلوا من قتلهم وايصال الأوجاع إلى أبدانهم وبين ما اتاه الشيطان بالنسبة إلى أيوب وأولاده وأمواله.
واما التسلط المنفي في الآية فهو انما يكون بالنسبة إلى الأديان لا الأبدان.
قال الثعلبي في (العرائس): قال وهب وكعب وغيرهما من أهل الكتاب كان أيوب النبي عليه السلام رجلا من الروم وكان مكتوبا على جبهته المبتلى الصابر.
وهو أيوب بن اموص بن دارح بن روم بن عيص بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام وكانت أمه من ولد لوط بن هاران عليه السلام وكانت له البثة بلدة من بلاد الشام.
وكان له فيها من أصناف المال من الإبل والبقر والخيل والغنم وكان برا تقيا رحيما وكان يحترز من الشيطان وكيده وكان معه ثلاثة قد آمنوا به وصدقوه، رجل من أهل اليمن يقال له اليفن، ورجلان من أهل بلاده بلدد وصافن.
قال وهب: ان لجبرئيل عليه السلام بين يدي الله مقاما ليس لأحد من الملائكة في القربة والفضيلة وان جبرائيل عليه السلام هو الذي يتلقى الكلام، فإذا